صدر حديثاً للمؤلف فهد بن عبدالعزيز الفايز كتاباً بعنوان: (مواقف وأمثال) ويتضمن أمثالاً لها مساس بالواقع، والحياة العامة التي نعيشها اليوم، والظروف المحيطة بنا، وطبيعة التعايش بيننا، واحتوى من الناحية الموضوعية على طرح الموقف ثم المثل الذي يضرب في مثل ذلك الموقف. وفكرة الكتاب قال عنها المؤلف هي خدمة لهذا الجيل الجديد.. وإمتاعاً للقارئ فقد قام بجمع بعض الأمثال الجارية على الألسن في عصرنا هذا متبعاً أسلوباً جديداً في الطرح الذي أورده في إصداره. وقد تصدر الكتاب مقدمة جميلة بقلم المؤلف نقتطف منها قوله: (الأمثال هي نتيجة لتجارب الشعوب، يحتاجها المرء أثناء حديثه، أو مروره بموقف معين، إما لتوضيح الصورة، أو لإضفاء جو من المرح لدى المستمعين أو للتعبير عما يحتاج في نفسه من مشاعر سواء أكانت سارة أو محزنة، وأحياناً للتخفيف والترويح عن نفس المتكلم أم المستمع، أو لغير ذلك. لهذا طرأت فكرة تأليف هذا الكتاب خاصة أن شباب وجيل هذا اليوم قلما يتحدث ويستخدم الأمثال في حديثه، واستخدام الأمثال يصنفه بعضهم كنوع من البلاغة في الحديث، وهذا الكتاب يصلح أن يكون مرجعاً للمسابقات الثقافية العائلية أو الرسمية كأن يطرح الموقف على المتسابقين ويطلب منهم إيراد المثل المناسب الخ...). واشتمل الكتاب على الكثير من المواقف والأمثال العربية السعودية، وقد جاء في (150) صفحة من القطع المتوسطة، والورق الجيد. ويعد هذا الكتاب من الإصدارات الجميلة لتفسير الأمثال.. فقد تضمن بين دفتيه مواقف وأمثال من مخزون ذاكرة المؤلف بالإضافة إلى الاستعانة بكتابين هما: (الأمثال العامية في نجد) بأجزائه الأربعة للأستاذ محمد بن ناصر العبودي، والكتاب الثاني هو: (الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب) بأجزائه العشرة للأستاذ عبدالكريم الجهيمان، وفوائد هذا الإصدار كثيرة.. جاءت لتكون نوراً لنا نستخدمه في حياتنا، ومع الاصطدامات مع الناس. وهذا الكتاب يعتبر إضافة جديدة للمكتبة العربية، حيث تضمن خلاصة مواقف وأمثال تستخدم كثيراً في المجتمع.. فالمؤلف شاعر نبطي وله محاولات بالفصحى، وله مساهمات ومشاركات شعرية ومساجلات مع شعراء متعددين، وله اهتمام بمتابعة الحركة الشعرية الشعبية منها والفصيح، وله خبرة كبيرة في مجال التأليف فقد استطاع- بعد توفيق الله - أن ينقل إلينا ثمار خبرته، ليستفيد منها الناس، ونحن في انتظار المزيد من إبداعاته. ومن أجواء الكتاب نختار لكم هذه المجموعة من المواقف والأمثال الذي احتوها هذه الإصدار بين دفتيه: تقف منتظرا المصعد ولفترة طويلة وبعد معاناة وضيق يأتي مصعدان في وقت واحد، أوتقف في الشارع منتظرا سيارة أجرة لمدة طويلة ثم تفاجأ بوصل اثنتين، فتقول: اما سراجين والاظلما تحتاط وتتخذ قرارا وسطا بين أمرين ليحقق لك على الأقل نصف الفائدة برر موقفك قائلا: يد بالجال ويد بالرشا الجال هو جوانب البئر وعادة تكون مطوية بالحصا ويكون من السهل التمسك به. الرشا هو الحبل الذي يتمسك به النازل في البئر، ومعنى المثل أن الرجل الحازم يمسك بالحبل وبالجال حتى لو أفلت احدهما يتمسك بالآخر. موقد برطب وكلمة موقد من الفعل أوقد، ويوقد النار، ورطب أي أن الحطب رطب لم يجف بعد، ولكن مشعله لم ينتظر ولم يمهله حتى يجف، ومعلوم انه إذا كان كذلك فان الحطب لايشتعل بسهولة.