أدرج العراق بالكامل الذي كثيرا ما وصف بانه مهد الحضارة في قائمة اكثر المواقع الثقافية المعرضة للخطر لينضم الى مواقع في 55 دولة أخرى منها مبنى حديث في مدينة نيويوركالامريكية وكوخ في القارة القطبية الجنوبية. وضمت القائمة 100 موقع معرض للخطر ويصدرها كل سنتين صندوق الاثار العالمي الذي يموله القطاع الخاص ويتم اختيارها من بين ترشيحات يتقدم بها عدد كبير من خبراء الاثار والفنون. وقال بوني بورنهام رئيس الصندوق للصحفيين «انها المرة الاولى التي تدرج فيها دولة بالكامل في قائمة المواقع المهددة بالخطر». وصرح القائمون على الصندوق بان أعمال النهب وعدم القدرة على القيام بعمليات ترميم في الدولة التي تمزقها الحرب زادت من خسائرها فيما يتعلق بالاثار التي يرجع تاريخها الى عشرة الاف عام مضت والتي من الممكن ان تمحي نهائيا. ويوجد نحو عشرة الاف موقع في العراق وحده تحت الحصار اغلبها ورد في القائمة في الاونة الاخيرة نتيجة اعمال النهب التي حدثت عقب الاحتلال الامريكي للبلاد عام 2003. وقال نائب سفير العراق في الاممالمتحدة فيصل أمين الاسترابادي «انه ليس فقط تراث العراق الذي يتهدده الخطر لكنه تراث العالم اجمع». وتشمل المواقع العراقية فناء معبد في منطقة بابل حيث قام الملك البابلي حمورابي بسن أول قانون. وقال نائب السفير العراقي ان ما يزيد على ألف قطعة أثرية نهبت من البلاد وظهرت في السوق الدولية. وتعثرت معظم جهود الترميم نظرا لاستمرار المعارك بين المقاتلين والقوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في المنطقة. وقال جون ستابز نائب رئيس البرامج في صندوق الاثار العالمي «الوقت يعد عاملا جوهريا هنا». واضاف انه في بعض المناطق ليس بوسع الناس ان يفعلوا شيئا سوى «الانتظار والمتابعة والدعاء». أغلب المواقع المعرضة للخطر الواردة في القائمة هي مواقع اثرية قديمة إلا ان هناك مواقع اخرى ترجع الي التاريخ الحديث منها الكوخ الذي كانت تستخدمه بعثة السير ارنست شاكليتون للقارة القطبية الجنوبية عام 1908 ومجموعة من روائع الفن المعماري في العصر الحديث في أسمرة باريتريا ومنزل الكاتب الامريكي ارنست هيمنجواي الذي بني في كوبا عام 1886. كما أدرج في القائمة ايضا المبنى الحديث القائم في 2 بميدان كولومبوس بنيويورك. ومن المقرر ان يتحول هذا المبنى الشاغر الي مقر متحف الفنون والتصاميم والذي أدخلت تغييرات كبيرة على التصميم الاصلي لعام 1965 الذي وضعه المهندس المعماري ادوارد دوريل ستون. وتنتشر المواقع المعرضة للخطر في كافة ارجاء العالم وتشمل مواقع في سوريا وايطاليا والهند والصين وبيرو والمكسيك وايرلندا واندونيسيا وساموا ونيبال. وأنفق صندوق الاثار العالمي ومقره نيويورك نحو 35 مليون دولار في اعمال الترميم منذ عام 1996.