يبدو أن يي شيوين باتت تمثل الوجه الجديد للسباحة الصينية.. إنها المراهقة الرزينة التي تبدو ملامحها أصغر من عمرها البالغ 16 عاما ولكن قوامها يعد أقرب ما يكون للقوام المثالي للسباحة الحديثة حيث يبلغ وزنها 64 كيلوجراما وطولها 1.72 متر. وفي نهاية منافسات السباحة أظهرت يي بالفعل أنها واحدة من أبرز محترفات الجيل الجديد للسباحة في الصين. ولم تصبح يي فقط أصغر سباحة تحرز سباق 400 متر فردي متنوع (وعمرها 16 عاما و149 يوما)، وإنما توجت بالذهبية مسجلة زمنا قياسيا عالميا جديدا حيث قطعت السباق في أربع دقائق 28.43 ثانية متفوقة بفارق 1.02 ثانية على الزمن القياسي السابق الذي سجلته ستيفاني رايس في أولمبياد بكين. ويعد الزمن القياسي العالمي هو الأول لسباحة، منذ حظر الأزياء المضادة للمقاومة التي تغطي الجسم بأكمله في 2009. وما يلفت النظر بشكل أكبر إلى أداء يي هو حقيقة أنها حققت هذا النجاح في السباق غير المفضل بالنسبة لها وهو سباق 400 متر. وتفضل يي سباق 200 متر وتعد المرشحة الأوفر حظا للفوز بذهبيته، خصوصا بعد أن فازت بذهبيته في بطولة العالم التي أقيمت العام الماضي في شنغهاي. وقالت يي قبل خوض منافسات الدور النهائي لسباق 400 متر: "أتمنى أن أتمكن من الفوز بميدالية ولكنني سأكون سعيدة إذا حققت أفضل زمن شخصي لي. ومع ذلك يعد سباق 200 متر هو هدفي الأساسي". ومع ذلك قدمت يي انطلاقة مذهلة في السباق وحققت إنجازا قياسيا في مرحلة السباحة الحرة. ففي آخر 50 مترا، سجلت يي 28.93 ثانية متفوقة بفارق 0.17 ثانية على الزمن الذي سجله نجم السباحة الأمريكي ريان لوكتي في سباق الرجال. وأوضحت يي "في آخر 100 متر ظننت أنني متخلفة لذلك حاولت قدر الإمكان أن ألحق بالسباحات الأخريات. وبعدها اكتشفت أنني من كنت في المقدمة". وقال لوكتي في إشارة إلى يي: "إنها سريعة. وإذا كانت تتنافس معي، لربما تفوقت علي". كذلك أشاد أسطورة السباحة الأمريكي مارك سبيتز، الذي حقق إنجازا تاريخيا بإحراز سبع ميداليات ذهبية في السباحة خلال أولمبياد ميونيخ 1972، بالنجمة الصينية. وكتب سبيتز "لم أرَ طوال حياتي أداءا يبتعد بصاحبه عن باقي منافسيه بهذه القوة في آخر 25 مترا من السباق". وأضاف "سجلت الفتاة زمنا أسرع من لوكتي في تلك المسافة الأخيرة من السباق. دعوني أوضح الأمر بشكل أفضل: كاد ريان لوكتي يحطم الزمن القياسي العالمي، ولكنها كامرأة كانت أسرع منه". الجدير بالذكر أنه عندما بدأ سباحو الصين يحصدون الذهبيات بشكل مفاجئ في بطولة العالم 1991 وأولمبياد 1992 ، كان ذلك شيئا مذهلا للكثيرين. ولكن الأمر أصبح أكثر غرابة عندما حصدت السباحات الصينيات 12 من إجمالي 16 ميدالية ذهبية لمنافسات السيدات في بطولة العالم 1994. وبعدها بفترة قصيرة جاء سبعة سباحين صينيين من بين 11 رياضيا أدينوا بتعاطي المنشطات خلال دورة الألعاب الآسيوية لعام 1994، وهو ما أثار الشكوك بشكل كبير حول شرعية نتائج سباحي الصين. واستمر الجدل لبضع سنوات حيث بدأ التألق الصيني في السباحة بشكل مفاجئ وشهد التتويج بالعديد من الألقاب، ثم ألقت فضيحة المنشطات بظلالها على هذا التألق خصوصا بعد إيقاف رياضي صيني آخر بسبب المنشطات. وتغير كل ذلك بعدما فازت بكين في عام 2001 بحق تنظيم أولمبياد 2008، ولجأ مسؤولو السباحة الصينية إلى تعيين مدربي سباحة أجانب وإرسال سباحي الصين للتدريب في الخارج. وكانت يي واحدة من هؤلاء حيث تدربت في أستراليا، والتي قالت إنها أحبت الأجواء والطقس فيها بشكل كبير. وقالت يي: "إنني محظوظة للغاية ، فالتدريب ليس صعبا للغاية بالنسبة لي لأنني أتدرب منذ الطفولة. لدينا تدريبات جيدة للغاية تعتمد على الأسس العلمية، وهذا سبب تفوقنا". وأكدت يي التي كانت قد كشفت عن خضوعها لبرنامج سباحة من نوع خاص نظرا لكبر حجم يديها، أن قضايا المنشطات أصبحت شيئا في الماضي. وقالت يي التي لم تكن قد ولدت عندما أدين سبعة سباحين من الصين بتعاطي المنشطات في الدورة الآسيوية لعام 1994 "لا توجد مشكلة تتعلق بالمنشطات على الإطلاق. فالفريق الصيني دائما ما تكون لديه سياسة محددة فيما يتعلق بمكافحة المنشطات".