وافق مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على تحويل نشاط الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة تسمى «هيئة الإذاعة والتلفزيون» وتحويل وكالة الأنباء السعودية إلى هيئة عامة تسمى «وكالة الأنباء السعودية» وترتبط هاتان الهيئتان إداريًا بوزير الثقافة والإعلام ويكون لهما مجلس إدارة يرأسه وزير الثقافة والإعلام ويضم في عضويته ممثلين من عدد من الجهات الحكومية واثنين من أصحاب الرأي والخبرة يعينان بقرار من مجلس الوزراء. هذا القرار أتى بعد طول انتظار، خصوصاً لمرحلة التطوير وتهيئة التلفزيون والإذاعة بمهنية عالية تعكس مدى الاحترافية، ولو لاحظنا واقع التلفزيون والاذاعة في الوقت الراهن يعكس مجهودات من قبل أشخاص يدعمون أفكارهم ورؤيتهم الإعلامية نحو رفع مستوى الأداء وتقديم مايواكب الحراك الإعلامي، هيئة الإذاعة والتلفزيون بعد صدور موافقة مجلس الوزراء سوف تكون مهيأة تماما بعمل احترافي ملموس ويكون قريبا لأذن المستمع وعين المشاهد، ويعكس التقدم والأهم بتطوير ودعم الأجهزة الفنية والكوادر البشرية في المنظومة، ونحن على يقين وإدراك بأن الإعلام بعناصره المقروءة والمرئية والمسموعة يحتاج الى العقول والمادة، عنصران مرتبطان لنجاح أي عمل إعلامي ، فالمادة هي ما تسير الحركة الاعلامية وتجهيزها وفتح الاستثمار أمام الشركات الراعية من دعاية وغيرها ويأتي ريعها لصالح مقومات ودعم للشاشة، والمادة من استقطاب الخبراء والضيوف كما هو معمول به بالقنوات الأخرى التجارية (الخاصة) في الخليج، وأمام الشركات الاعلامية مجال مفتوح لدعم أي برنامج أو انتاج أي برنامج خاص لقناة معين، والعقول البشرية من جهة هي ما سوف تضفي على نجاح أي عمل اعلامي لوجود الرؤية والدعم المالي لهولاء واحتضان واستقطاب الكفاءات الاعلامية، ولو لاحظنا إعلامنا في الوقت الحاضر خصوصاً الاعلام المرئي بوجود عدة قنوات تتسابق للنجاح، ولكن بوجود أطقم وورش عمل لا تفي بالمطلوب والسبب الدعم المالي لهؤلاء، وأيضاً احتكار الكاميرات على منظومة (مركز تحكم الكاميرات) حيث تتسايق القنوات لحجز كاميرا قبل أي تسجيل خارجي (ب 24 ساعة)، وأيضاً فان المتعاونين ووضعهم بالتأخر بصرف التعاون وتأخره بمده تتجاوز (ثلاثة شهور!!) فكيف يُعطي المتعاون انتاجه ويبرز ويقوم بواجبه الاعلامي وهو يمر بهذه المرحلة !! خصوصا ان المتعاونين يشكلون جزءا كبيرا من منسوبي القنوات لدينا ! وهذه الملحوظة للمتعاقدين أيضاً من ناحية احتضانهم وتطوير أدائهم . ولاحظنا أن هناك تعاقدا مع زملائنا من قنوات أخرى (قنوات خاصة) نظراً للعروض وهذا من حقهم، وتعلمون لماذا هذا التسرب، فالإعلام مد وجزر، يأخذ ويعطي، خصوصاً المادة، وفر المادة للعاملين بوجود الحافز، أي الاحتضان، وتنشيط قدراتهم ودعمها بالدورات المفيدة، وهذا ما ينقصنا داخل قنواتنا المحلية . والهيئة للتلفزيون والاذاعة سوف تكون صوت المواطن وسوف تعمل هيئة الاذاعة و التلفزيون بأن تكون على قدر المسؤولية بتوظيف الشباب الموهوب،والهيئة ونتمنى أن تكون قد أخذت بالحسبان بأن لا تكون الأخبار موحدة ومعمولا بها كما في السابق ولكن أن تكون لكل قناة استقلاليتها من حيث بث برامج الأخبار كل على حدة، فمثلا االقناة لاخبارية تبث الاخبار وبنفس الوقت تسمع الاخبار من القناة الاولى، وأيضا نتمنى أن تكون لكل قناة استقلالية من حيث الأجهزة الفنية من كاميرات وأجهزة أخرى تكون خاصة لكل قناة من دون دمجها، هذه الخطوة الجميلة التي تبين اهمية عمل الاعلام ورسالة واضحة بالمجال الإعلامي في هذا الوقت خصوصاً مع تقدم الاعلام ومواكبة كل جديد والأهم من ذلك تأثيره من خلال تعزيز مكانته وتميزه ويكفي أن قرار مجلس الوزراء وصى بأن تكون الهيئة لها هدف كهيئة الإذاعة والتلفزيون إيصال رسالة المملكة - إلى جميع المناطق في المملكة وإلى أنحاء العالم - بالكلمة والصورة وباستخدام أحدث الوسائل والتقنية والعمل على رفع مستوى الأداء البرامجي الإذاعي والتلفزيوني وتطويره، فعلاً كما ذكرنا سالفا بأن التطوير مطلب للتلفزيون، ويأتي هذا التطوير من أجهزة وكوادر، ودعم مالي لها .. الإعلام ( المرئي) كما عشناه يحتاج الى عقول ودعم مالي .. لكي ينجح، وهذا عشمنا بعد صدور قرار تحويل التلفزيون والإذاعة الى هيئة مستقله تبدأ مباشرة العمل في (1/1/1434ه) . والله الموفق ومن وراء القصد . * إعلامي