مع بدء دورة الألعاب الأوليمبية في العاصمة البريطانية لندن ومع حلول شهر رمضان المبارك – شهر الخيرات والبركات والنفحات الربانية – جاء هذا الموضوع في وقته، فلقد نشرت مجلة "اللانست" الطبية البريطانية في عددها الصادر يوم 18 يوليو 2012م سلسلة من المقالات والبحوث المتصلة بالنشاط البدني ومن بينها أول مقارنة بالنسب المئوية بين أفراد شعوب العالم - رجالهم ونساءهم - وقد حصلنا نحن الشعب السعودي في جدول المقارنة على مستوى مرتفع لكن في الخمول! عامة ارتبط نشاط أفراد الشعوب المختلفة بنمط حياتهم، فالنشاط في مجمله كان سمة الشعوب ذات الدخول المنخفضة بينما الخمول البدني كان من صفات الشعوب ذوات الدخل المرتفع. ومن الناحية الصحية فإن عدم ممارسة النشاط البدني يؤدي إلى نسبة 6 - 10% من حالات الإصابة بأربعة أمراض معلومة هي: مرض ضيق الشرايين التاجية (شرايين القلب) ومرض السكري (النوع الثاني) وسرطان الثدي وسرطان القولون. ويتم طبيا تعريف الخمول بأنه عدم ممارسة النشاط الجسماني بواحد من الآتي: تمرينات بدنية متوسطة الشدة خمس مرات في الأسبوع كل مرة ثلاثون دقيقة، أو تمرينات قوية الشدة ثلاث مرات أسبوعيا لمدة عشرين دقيقة في المرة، أو مزيج من النشاط يحقق فقدان كميات مدروسة من السعرات الحرارية. ها نحن الآن أمام تحدّ جديد، علينا مواجهته بالجدية والتصميم والإرادة الجماعية، وأن نثبت أن نِعم الله سبحانه وتعالى - وهي لا تعد ولا تحصى - سببا في إضفاء ثوب الصحة والعافية والسعادة علينا وليست عاملا يجلب لنا المرض ويعود علينا بالمعاناة، وطريقنا لتحقيق ذلك واضح على المستوى الفردي والجماعي، بوضع برنامج وطني (يمكن أن نطلق عليه الرياضة للجميع) لممارسة النشاط والحركة البدنية تبدأ من وقت دخول المدارس للبنين والبنات وتتدرج تبعا لمقتضيات النمو الجسماني وتخضع للفروق الطبيعية بين الذكر والأنثى، وعلى الجهات المسئولة تسهيل وتجهيز أماكن عامة للرياضة البدنية وأقلها المشي، بجانب النوادي الرياضية المجانية أو برسوم زهيدة وتوفير المدربين والموجهين الرياضيين، وعلينا ألا نستهين بهذا الجانب تحت أي ذريعة وخاصة تمويل هذه البرامج، ومناسبة الشهر الفضيل تلقي بضوئها على أسلوب ونمط طعامنا فليكن الدرس منها هو الابتعاد عن التخمة وتناول الأكل الصحي، فكلفة مجابهة أمراض الخمول باهظة والوقاية منها خير من ألف علاج لها. * وكيل كلية الطب للشؤون السريرية جامعة الملك خالد - أبها