يأتي «أبوطبيلة « في كل ليلة من ليالي «رمضان» يضرب بطبلته في الأحياء؛ فيوقظ النائم حتى يستعد لوجبة السحور قبل موعد أذان الفجر.. فتخترق نغماته هدوء الحي وتسمع النائم والأطفال الذين يترقبون مجيئه؛ ليتبعه كثير منهم ينشدون ما ينشده في أهازيجه؛ فيعبر أمام كل بيت وهو يهزج «لاإله إلا الله.. محمد رسول الله.. اقعد اقعد يانايم.. يالله ووحد الدايم.. اقعد اقعد اتسحر». ولا يعتبر عمل المسحراتي إلزامياً بل إنه يحمل تلك المسؤولية من باب شعوره بالأخوة التي تربطه بأبناء قريته، إلاّ أن ذلك لا يمنع تخصيص شيء من الإكرامية التي يقدمها أبناء الحي ل»أبوطبيلة» في يوم العيد؛ تقديراً لعمله طيلة ليالي شهر «رمضان». ويستخدم «أبوطبيلة» طبلاً من صنع محلي على شكل اسطوانة، ويمكن طرقه من الجانبين، ويكون ارتفاع الطبلة حوالي (50) سنتيمتر، وقطر قاعدته حوالي (30) سنتيمتراً، ويرتفع هذا الطبل باليد اليسرى ليتمكن «أبوطبيلة» من طرق الطبل باليد الأخرى، وتتصف النغمات التي بصوت مرتفع حتى تُسمع النائم وتوقظه للسحور. ولا يكتفي «بوطبيلة» بإيقاظ النائم لوجبة السحور في «رمضان» بل إنه يشارك في كثير من المناسبات الشعبية التي تعمل في شهر رمضان في بعض الأحياء والقرى كمشاركته في «القرقعان»، حيث يبدأ في نهار اليوم (14) من «رمضان» بعد صلاة العصر بطرق طبلته ليشارك في هذه المناسبة التي يتحلق حوله مختلف الأطفال بزيهم الشعبي، فيما يحاول أن يجمع ما يحصل عليه من «قرقعان» الذي يتنوع بين كيس أرز وتمر وسكر وغيرها من المواد التي تقدم له بحب؛ كونه شخصية شعبية تمثل جزء كبير من تراث الناس في هذا الشهر الكريم. كما يعمل في الليالي العشر الأخيرة من «رمضان» على تشكيل فرقة لقرع الطبول تتكون من عشرة أفراد يمشون خلفه، ويودعون شهر «رمضان» طيلة العشر الأخيرة التي تجتذب عدداً كبيراً من أطفال الحي الذين يسيرون خلفه بفرح، وهم يهزجون بذات التوديع للشهر. ويتجلى عمل «أبو طبيلة» عند تأدية عمله في أجواء مناخية مختلفة إما في حر أو برد شديدين، أو تحت زخات مطر من أجل أن يوقظ الأهالي ليتناولون سحورهم.