على وزن المقولة الاتصالية الشهيرة "كل رسالة عن رسالة تفرق" أقول كل خطأ عن خطأ يفرق. عند الأمم التي تحترم نفسها وبالتالي ناسها حين يُخطئ المسؤول صغيراً كان أم كبيراً فإنه يُسارع إلى الاعتذار للأمة ثم يستقيل. والأصعبْ من ذلك معاقبة النفس على الخطأ. في اليابان يُقدِم الُمخطئ في حق الأمة اليابانية على الانتحار. أكيد لا أتفق مع هذا الأسلوب القاسي والعنيف. كما أنني في ذات الوقت لا أتفق مع أسلوب البحث عن المبررات والأعذار لمن يُخطئ مثلما يحدث في بعض المجتمعات ومنها مُجتمع "بعض الناس". هُناك يعتبرون الاعتراف بالخطأ بداية التصحيح. وهنا لا يعترفون بالخطأ أصلاً لأنه ينتقص من وجهة نظر البعض من قيمة المعترف ويعتبرونه بمثابة الإدانة. يصمتون عن الاعتراف بالخطأ فتتكرر الأخطاء ويبحثون عن المبررات من أجل ذرّ الرماد في العيون. ولأن طبيعة أهل هذه البلاد الطيبة تأسرهم العاطفة لذا فهم (يدمحون) الخطأ ويتسامحون مع المخطئ فيستغل أصحاب الضمائر المتكلّسة هذه الطيبة ويتمادون في ارتكاب الأخطاء دون مبالاة. يقول الإنجليز وهم أهل حكمة وتجربة إن الخطأ الذي نرفض الاعتراف به يُرتكب مرتين. صحيح أنها مقولة قديمة لكنّي أراها صالحة لكل زمان بل هي اليوم واقع لا يُمكن إنكاره. متى سمعتم عن مسؤول اعترف بأن الجهاز الذي يرأسه قد ارتكب خطأ ما؟ معناته، إذا لا يعترفون بالأخطاء فهل نتوقع منهم الاعتذار؟ إنهم يُجيدون دفن أخطائهم بكل حرفنة. ليت هذه المهارة تكون في تصويب الخطأ وبالتالي التعلّم من الدرس وعدم الوقوع فيه مرّة أخرى. نعم، إن في عدم الاعتراف بالخطأ دليلا على قبول وقوعه مرّة ومرّات. ** محطّة القافلة: لا كمال في البشر، لا في أفكارهم ولا حلولهم، لكنّ هذا ليس مبرراً لإعلان العجز ومن ثم التخلي عن السعي نحو إعمار الأرض ورفاه الإنسان. إن في حقن وعود الماورائيات في عقول الناس سبباً في طلاق الحياة والتآخي مع المجهول.