صالح صبحان البشري جامعة الملك خالد لم نخلق من بطون أمهاتنا ونحن نحمل في أيدينا شهادة براءة من ارتكاب الأخطاء, أو حصانة لأنفسنا من الوقوع فيها مهما كان للزمن أن يتغير وللوعي أن ينمو معنا. فالمسؤول حينما يخطئ لا يشعر بذلك، ليس لأنه يقبع في برجه العاجي أو لا يقرأ ما يخلفه من مشاكل وإنما لأنه لا يعترف بخطئه الظاهر, ويتقن أساليب الاعتذار, والحلول المؤجلة. والموظف لا يرى نفسه في خانة المخطئين ليس لأنه يتصفح الصحف ويحلل الأخبار ويتابع الأحداث ويقضي أموره الشخصية أثناء دوامه الرسمي وإنما لأنه يراكم المعاملات ويسعى للتأخير بسبب غياب القانون الذي يحكمه والعقاب الذي يردعه، أما المدير أو الرئيس فلا تتجاوز هموم عمله مكتبه الوثير، فهل مررتم بمدير إدارة يتابع سير العمل ويراقب الموظفين أم لا؟ الوالدان لا يعلمان خطأهما عندما يبحثان فقط عن إنتاج مزيد من الأبناء في غياب وتجاهل منهما لتربية أبنائهما في عصر الفضاء المفتوح الذي سقطت فيه كل الحواجز. الملاحظ والمتابع لأخطائنا يجدها تتكرر دون أدنى محاولات للتصحيح، فقط مجرد وقفة تأمل وملاحظة، لا وقفة محاسبة ومراجعة، الأمر الذي يبرر تمادينا في الأخطاء وعدم الاكتراث بالعواقب ومدى تأثر الآخرين بها، لأننا لا نعترف بالمشكلة أساسا، فاستشعار المشكلة والاعتراف بها أولى الخطوات في طريق المعالجة، بل إننا نكابر ونزكي أنفسنا بعبارات نفرط في استعمالها مثل: (جل من لا يخطئ) أو (لا أحد معصوم من الخطأ) وغيرها من العبارات الصحيحة التي تصبح مع مرور الوقت مبررات لهذه الأخطاء. لو لم تكن دائرة الخطأ موجودة ومعترف بها لتساوينا في درجة الصواب، فما شُرع الخطأ بيننا إلا لنتعلم منه، وليس للمكابرة والإصرار بلجاجة على عدم الخطأ كما يفعل بعضنا. نستطيع تجاوز أخطائنا عندما نملك الشجاعة في الاعتراف بها أولا، ومن ثم نقدها، ومحاولة تصحيحها، فمتى نتعلم من أخطائنا؟