قد يكون الخطأ للمرة الأولى مقبولاً إلى حد ما، بيد أن تكراره ينبئ بفوضوية وغياب للتنظيم والدقة، ليصبح من غير المبرر استخدام شماعة (طالما أنت تعمل فأنت تخطئ)، أما وقوع الخطأ للمرة الثالثة فهذا ليس له تفسير سوى وصفه ب«الكارثة واللامبالاة» ولا سيما إذا كان الأمر مرتبطاً بالصحة العامة، خصوصاً صحة الناس التي لا تقبل المساومة. ذلك هو السيناريو الذي عاشته «صحة الطائف» منذ مطلع الأسبوع الحالي، إذ شهدت حراكاً غريباً تزيح به عن نفسها «الضبابية» لتشرع في تقديم اعتذارات عدة عن سيناريو أخطاء طبية، ارتكبتها جراء آلية «مهترئة» اتبعتها في تعاملها مع الجمهور، وأضحى من غير المجدي لملمة المتناثر من الأخطاء أمام أعين الآخرين التي شكل أولها سرقة حلي «متوفاة» من ثلاجة الموتى في مستشفى الملك فيصل وتم تقديم الاعتذار، وغُضَّ الطرفُ عن الحادثة باعتبارها الأولى، وما إن تنفست «صحة الطائف» الصعداء آملة قبول عذرها حتى فاجأت المجتمع ب «صعقة» بيانات صحافية تبث إلى الصحف بطرق غير معتمدة في هذا الجانب، ما دفع ب«الصحة» أيضاً إلى التحذير من التعامل معها، وعلى رغم التحذيرات، إلا أن تلك البيانات ما زالت في تواصل مستمر إلى وسائل الإعلام تبحث عن طريقها للنشر، وفي المرة الثالثة قدمت «صحة الطائف» اعتذاراً أحاطته علامات استفهام عن هذه الأخطاء المتكررة في أسبوع، تمحور حول دعوتها جميع المتقدمين للوظائف الطبية الشاغرة في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي، والذين سجَّلوا بياناتهم يوم السبت الماضي، إلى إعادة التسجيل مرة أخرى وبررت ذلك بوجود خلل في البرنامج أدى إلى عدم تسجيل بعض المعلومات المهمة عن المتقدمين، وأوجدت تلك الأخطاء حال ترقب لما تحفل به الأيام المقبلة وانتظار ما يخرج من خلف الكواليس وسط توقعات بتبرير الأخطاء الطبية. وعلى خط موازٍ، قال الناطق الإعلامي في صحة الطائف سعيد الزهراني ل«الحياة»: «نحن نحترم عقول الناس ونحرص على الشفافية الواضحة والصريحة، وحال أننا أخطأنا يجب الاعتراف بالخطأ بشكل واضح ومعلن ويجب علينا أيضاً الاعتذار، وبالتالي نحن نمارس حقاً مشروعاً في الوضوح لا غبار عليه والاعتراف بالحق فضيلة والاعتذار للآخرين مطلب وواجب».