كشف استطلاع حديث حول عادات السفر عن تفضيل أكثر من ثلث المصطافين والسائحين في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا للمناطق التي يتوافر فيها تغطية جيدة للانترنت خصوصاً فيما يتعلق بتوافر خدمة الواي فاي، ومن الممكن أن يؤثر هذا العامل في اختيار الوجهة الترفيهية والسياحية ويتوقع 86% ممن أجابوا على الاستطلاع أن توازي خدمات الانترنت المقدمة له في الفندق على الأقل ما هو متوفر لديه في البيت، وذهب الاستطلاع للإشارة إلى وجود تحول جوهري في أنماط قضاء الإجازة لدى المسافرين بسبب ارتباطهم الدائم واتصالهم بالإنترنت غير القابل للانفصال. ويذكر استطلاع شركة أوركيد المتخصصة في الاتصالات الذي اجري في يونيو الماضي على أكثر من 500 مصطاف وسائح من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أن 95% من المشاركين يصطحبون أجهزتهم المحمولة أثناء العطلة ويستعملونها للنفاذ إلى أعمالهم حيث تحدث 56% عن استخدامهم لأجهزتهم النقالة في الوصول إلى البريد الإلكتروني الخاص بالعمل أو قاموا بتنزيل مستندات خاصة به وتعد هذه النسبة مرتفعة إذا ما تمت مقارنتها بنسبة العام الماضي البالغة 48% فقط. ويشير الاستطلاع إلى أن الخط الفاصل بين الحياة الشخصية ووقت العمل بدأ في التلاشي والذوبان في المجتمع الحديث حيث أن طغيان الطابع الاستهلاكي لتكنولوجيا المعلومات يضاف إليه سياسات العمل التي تقوم الآن على مبدأ أجلب جهازك معك جعلت العديد من الناس يعتمدون على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على مدار الساعة للنفاذ إلى أعمالهم. وتعلق الشركة على الاستطلاع بقولها إن هذه الأنماط الجديدة ستسبب في تغييرات جوهرية في أنماط العمل، ففي الوقت الحالي لا يوجد انعزال عن العمل كما هو في الوقت السابق وهذا بالطبع يطلب من مزودي الخدمات ومشغلي الشبكات تقديم تغطية واسعة وعالية الكفاءة، والنتائج تشير إلى وجود ثورة في استخدام الأجهزة الذكية مما يتطلب وجود أحجام بيانات كبيرة للانترنت وستظل تلك الثورة ترهق صناعة الاتصالات لفترة طويلة وستنعكس بالطبع على شبكات الشركات ومراكز البيانات التي تشكل قاعدة أي خدمة. وكان 37% من المشاركين في الاستطلاع قد ذكروا أن التغطية الجيدة للاتصالات المحمولة بالانترنت كالجيل الثالث والرابع من العوامل المحددة في اختيار وجهة الوصول، وتوقع 86% أن تقدم الفنادق خدمة الاتصال اللاسلكي بالانترنت مجاناً، وكان نقص شبكات الواي فاي المتاحة ثاني أكثر المخاوف الشائعة حول الاتصال بالانترنت بعد تكاليف التجوال الباهظة. ومن نتائج الاستطلاع أنه يجب على العاملين في صناعة الفنادق والترفيه والسياحة أن يحققوا ميزة تنافسية، فالمصطاف أصبح يعد توفر الانترنت والجيل الجديد منه أمراً مهماً جداً، فالعديد من الموظفين لا يرغب أن يعود إلى عمله وقد تراكمت عليه العديد من الأعمال غير المنجزة، ومع ذلك توضح النتائج أن هناك فجوة كبيرة بين توقعات المسافرين والواقع فالعديد من الوجهات السياحية تعجز عن إرضاء طلبات المصطافين وتلبية احتياجاتهم فيما يتعلق بالاتصال، كما ينبغي على أصحاب الفنادق أن يضعوا في اعتبارهم كم الطلب على شبكات الواي فاي المجانية، وتزويد النزلاء بها سواء في غرفهم أو في أرجاء الفندق المختلفة وقد يشكل وجود هذه الخدمة من عدمها في الوقت الراهن موسماً ناجحاً أو خاسراً لدى المستثمر. وقد برزت أجهزة الهواتف الذكية باعتبارها الأجهزة الأكثر شهرة والشعبية بين المصطافين والسائحين حيث قال 91% من المشاركين أنهم يقتنون واحداً منها تليها الحاسبات المحمولة بنسبة 49% والحاسبات اللوحية بنسبة 42%. وعن السبب الرئيسي لاستخدام أجهزة متصلة بالانترنت أثناء الإجازة أجاب المصطافون أنه أولاً يحتاجون للوصول الدائم للبريد الإلكتروني الشخصي يليه الوصول للبريد الإلكتروني الخاص بالعمل، وفي المرتبة الثالثة جاء استخدام الوسائط الاجتماعية، وأجاب 32% من العينة أنهم يريدون متابعة تغطية الألعاب الأولمبية التي تتزامن هذه السنة مع إجازاتهم عبر أجهزتهم.