من ديوان الشاعر الكبير ( بدر الحويفي ) اخترنا الأبيات التالية لتميز مضمونها .. وهذه الأبيات وإن كانت على وزن الحداء .. فهي لا تقال على ظهور الخيل وليس المقصود منها إظهار الشجاعة والحماس والتحدي .. غرضها غير ذلك تماماً .. قالها شاعر صادق لا يريد إلاّ الخير للجميع ؛ فيها تنبيهات وعبر قد يغفل عنها البعض : ياغافل الدنيا شقاء الله على الدنيا يعين تمشي بيان ومع تقاء واللي خفا منها يبين واللي بها زم ورقاء لا يأمن الدنيا تشين كم واحد ٍ فيها هقاء هقوه تغر الجاهلين كم فرقت جمع أصدقاء كانوا بها متكاتفين دنيا بلا دين محقاء والعاقبة للمتقين لا بد للخالق لقاء سبحان رب العالمين نفنى ولله البقاء فرد ٍ صمد ماله وزين ( تعريف الحداء في اللغة : حداء الإبل أي ساقها وحثها على السير بالحداء . والحداء في الشعر العامي هو ما يقال على ظهور الخيل في لحظات الفخر والحماسة والتحدي .. ) هذا التعريف جاء في بعض الكتب التي تتحدث عن هذا اللون من الشعر .. والحداء طرق من طروق الشعر الشعبي المتعددة المعروفة يقال في مواقف لها طابعها الخاص في الزمان الماضي .. ومن ميزات هذا الشعر أنه يأتي مختصراً جداً في أقل عدد من الأبيات عادة لا تتجاوز أبيات الأحدية الواحدة أربعة أبيات فما دون ؛ ويكون موضوعه الفخر والحماس والتحدي ، ومكان إنشائه غالباً على ظهور الخيل .. كقول أحد الفرسان المشهورين : يا عيال بروا خيلكم وأرهوا عليها بالشعير عدوكم قدامكم لا بد من علم ٍ يصير أما لهم وإلاّ لكم عاداتنا نرو الشطير والكتب التي تتحدث عن هذا اللون من الشعر الشعبي قليلة جداً - إن لم تكن معدومة - وقد صدر كتاب (هكذا يقول الأجداد على صهوات الجياد - الحداوي ) تأليف محمد الأحمد السديري يرحمه الله ؛ قام بتحقيقه الأستاذ سليمان بن محمد الحديثي ، الطبعة الأولى صدرت عام 1430ه . وهو أوفى كتاب يصدر حتى الآن عن شعر الحداء ، ومفيد جداً في موضوعه كتاب شامل لا يقتصر على الحداوي فقط ، بل يشمل مواضيع تاريخيه مهمة ، وتراجم مفيدة لعدد كثير من الفرسان المشهورين ..