أكد الرئيس المصري محمد مرسي أن حالة الطوارئ لن تعود أبدا، مشددا على أنه لن يبقى في مصر مظلوم واحد. وقال مرسي في برنامج إذاعي يومي بعنوان "الشعب يسأل والرئيس يجيب" ، يذاع طوال أيام شهر رمضان ، إن المصريين لن يحتاجوا إلى حالة الطوارئ ، وستظل أعيننا ساهرة لرفع الظلم عن كل مظلوم. ولفت مرسي إلى أنه شكل أكثر من لجنة لبحث ملفات المحتجزين على خلفية أحداث ثورة يناير الخالدة من المعتقلين أو المحبوسين احتياطيا أو على ذمة قضايا تخضع للقضاء العسكري أو المدني. وأضاف أنه تم الإفراج عن كل هؤلاء المظلومين والمحبوسين على خلفية قضايا سياسية قبل شهر رمضان المبارك، مؤكدا أنه لن تقر نفسه وهو يشعر أن في مصر مظلوما واحدا. من ناحية اخرى بدأ الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء المصري المكلف مشاوراته لتشكيل الحكومة أمس بمقر الرئاسة بالقصر الجمهوري بمصر الجديدة " شرق القاهرة ". وقالت مصادر مطلعة إن حزب الحرية والعدالة سيتولى 6 حقائب وزارية خدمية في مقدمتها الزراعة والاتصالات والري والقوى العاملة والتنمية المحلية والصحة، كما ستكون هناك 15 حقيبة وزارية ل "التكنوقراط" من داخل العاملين بالوزارات، وأن قنديل سيغير جميع أعضاء حكومة تسيير الأعمال الحالية فيما عدا وزيري الداخلية وشؤون البيئة. ونفى قنديل ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن اختياره نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، المهندس خيرت الشاطر كنائب لرئيس الوزراء. وأكد قنديل أن ما يتردد عبر المواقع الإلكترونية في هذا الشأن شائعات لا أساس لها من الصحة، مطالبا وسائل الإعلام بالالتزام حتى إعلان الحكومة الجديدة كاملة. كان قنديل تسلم أول من أمس عدة ملفات خاصة بترشيحات الأحزاب والقوى السياسية والائتلافات والحركات السياسية وغيرها، حول رؤيتهم وترشيحاتهم لمن سيحمل الحقائب الوزارية. وقال قنديل، إن الرئيس محمد مرسي، على تواصل مستمر مع المجلس العسكري بخصوص اختيار وزير الدفاع في الحكومة الجديدة. وعن وزارة الداخلية قال إن الوزير الحالي محمد إبراهيم قام بجهد طيب فيما يخص الأمن والاستقرار في الشارع ، لكن هناك الكثير الذي يجب عمله . وشدد قنديل على أن رئيس الحكومة مختص باختيار جميع الوزراء في الحكومة الجديدة وأن القرار النهائي لرئيس الجمهورية خاصة وأننا في نظام حكم رئاسي. ولفت إلى أن حكومته ستكون في المقام الأول حكومة تكنوقراط ، وأن الكفاءة هي المعيار الأساسي في اختيار الوزراء وسيكون هناك توازنات تتم مراعاتها. وتابع أن محور اهتمام الحكومة في الفترة المقبلة سيكون تنفيذ برنامج الرئيس مرسي، وخاصة فيما يخص المائة يوم الأولى وستتم إضافة قضية المياه إليها في الفترة المقبلة نظرا لأهميتها. من جانبه ، قال الدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، إن الحزب لم يشترط نسبة في التشكيل الوزاري الجديد، كما يرفض المحاصصة. وتباينت ردود الفعل بين القوى السياسية والثورية حول تكليف الرئيس مرسي للدكتور هشام قنديل، وزير الموارد المائية السابق في حكومتي الدكتور عصام شرف وكمال الجنزوري بتشكيل الحكومة الجديدة، وهو الاختيار الذي بدا مخالفا لكل التوقعات. وعبر عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، عن مفاجأته بالاختيار، وقال: "الوضع الآن هو شعور بخيبة الأمل فنحن أمام علامة استفهام كبيرة، وكل هذا القلق لن يتبدد سوى مع تشكيل الحكومة، وقتها فقط نستطيع أن نحكم ونقيم مبدئيا ما نواجهه، وهل سيثبت رئيس الوزراء المكلف أنه قادر على تشكيل حكومة قوية معبرة عن كل القوى والتيارات وقادرة على أن تلبي احتياجات ومطالب الناس أم لا؟ . من جانبه أكد الدكتور بدوى خليفة، رئيس المكتب السياسي لحزب العدل، أن الحزب يحترم قرار الرئيس واختياره، الذي لم يتخذه سوى لرؤيته بأنه خيار مناسب وصالح ، وأن الحزب لا يقيم الأشخاص بل يقيم أداءهم . وقال محمود عفيفي، مدير المكتب الإعلامي لحركة شباب 6 أبريل "جبهة أحمد ماهر " إن المفاجأة في اختيار قنديل ترجع إلى كون اسمه لم يكن مطروحا على الساحة أو في الترشيحات والاقتراحات، التي تقدمت بها القوى السياسية المختلفة، خصوصا في ظل عدم توافر معلومات عن خلفيته السياسية وصغر سنه . من جهته أعرب تامر القاضي، المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة عن مفاجأته باختيار قنديل رئيسا للوزراء، مشيرا إلى أنه كان بعيدا عن كل التوقعات . وأضاف القاضي: "قنديل متخصص فى ملف حوض النيل وهو ملف مهم لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، لكن مصر في هذه المرحلة المهمة تحتاج لتخصص أوسع من ذلك - إذا ما قرر رئيس الجمهورية أن يختار متخصصا لهذا المنصب- والرئيس هو من يتحمل مسؤولية هذا الاختيار، سواء نجح أو فشل . وأكد أحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 إبريل، والمنسق العام لها، أنه من المبكر جدا الحكم على د. هشام قنديل، كرئيس للوزراء . وأعرب ماهر عن تخوفه من تكرار تجربة عصام شرف مرة أخرى، معتبرا أن نفس المعايير التي تم اختيار شرف على أساسها، هي تقريبا نفس المعايير التي بها تم اختيار هشام قنديل ، فهو شخص لا ينتمي لتيار سياسي، ومن ضمن الحكومة القديمة ومشهود له بطهارة اليد.