رمضان شهر العبادة والتواصل والرحمة والتعاطف بين الناس . ولابد أن يسأل الإنسان نفسه عما سوف يقدمه في هذا الشهر الكريم. إن هذا الشهر الكريم يمنح المسلم فرصة ذهبية للجلوس إلى النفس ، ومراجعتها ومحاسبتها على الأيام والليالي التي قضاها خلال هذا العام أو الأعوام المنصرمة، فرصة للوقوف على أفضل ما في هذه النفس والتأكيد عليه والوقوف على أسوأ ما تحفل به النفس للتخلص منه ، وتغيير الحياة النفسية إلى الأفضل . ولا شك أن الكثيرين يعرفون أهمية الصيام من النواحي الصحية والدينية ، أما الجوانب الروحانية والاجتماعية فربما تغيب عن البعض منا.. فالصيام يشعِر الإنسان المسلم بأهمية التعاطف مع الفقراء والمساكين من خلال شعوره بالحرمان من الطعام والشراب لفترة طويلة، وخاصة في هذا الصيف الملتهب والحرارة المتزايدة .. يشعر بحرمان الفقير من أدنى درجات الاكتفاء في الغذاء والسكن والكساء. وتتعدد درجات التواصل في رمضان، وأهم درجات هذا التواصل هو التواصل مع الله سبحانه وتعالى، ثم يأتي التواصل العائلي، والتواصل الأسري مع الأهل والأقارب، وهو ما يعرف بصلة الرحم، والتواصل الاجتماعي مع الآخرين ، مع جميع الناس الذين تعرفهم وأولئك الذين لا تعرفهم ، سواء أكانوا كباراً أم صغاراً، أغنياء أم فقراء .. ويتمثل التواصل العائلي في اجتماع أفراد العائلة على مائدة واحدة خلال وجبة الإفطار، وأحيانا على مائدة السحور.. لكن هذا التواصل قد يشوبه متابعة أحداث المسلسلات الرمضانية التي تصرف أفراد العائلة عن تبادل الاحاديث أو انشغال بعضهم بهواتفهم وتبادل الرسائل (المسجات) مع الآخرين، أو متابعة الألعاب أو التطبيقات الالكترونية !!. إن شهر رمضان هو شهر الطاعات والتواصل الاجتماعي الذي يزيد المحبة والتقارب بين القلوب.. وما دام أن هذا الشهر هو شهر التواصل فلا ينبغي أن نضيع هذا الشهر الكريم في اللهو، أو في متابعة المسلسلات الرمضانية أو البرامج غير المفيدة وغيرها من أشياء غير مجدية !! التواصل في رمضان يجعل هذا الشهر أكثر الشهور تميزاً ، وأهم وأروع تواصل في رمضان هو التواصل مع الله عز وجل ، هذا التواصل الذي يجب أن يستمر على مر الأيام والشهور والأعوام . وسوف يكون لذلك مردود عظيم في حياة الإنسان في الدنيا والآخرة ، بالإضافة إلى علاقته مع الآخرين ..