يختلف الترحيب بشهر رمضان المبارك في العالم العربي هذا العام. رمضان الأطايب والحلويات وموائد الأطباق الشهية والحكواتي والمسحراتي، يلبس اليوم حلّة لا تشبه حلّته القديمة المعتادة. ولا تبدو المعايدات والتهنئات مثل سابقاتها، فهناك مسحة من القلق على الوجوه. والجديد أيضاً دعوات كثيرة شقت طريقها عبر البريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في المناطق الساخنة، دعوات منحازة بمجملها إلى السكينة وطول البال والمغفرة والتسامح... كما في سورية. وفي اليمن، لجأت أسر كثيرة إلى العادات «العتيقة» تلافياً لأزمة انقطاع التيار الكهربائي وانعدام مياه الشرب واستمرار أزمة الوقود وغاز الطبخ. ومع مشهد الظلام الدامس المطبق على المدن، يبدو رمضان محمولاً على أجواء تقليدية تعيد التذكير بأيام زمان حين كان الإنسان أكثر ارتباطاً بالطبيعة. وفي مصر، تباين المواقف بين المصريين حتى داخل الأسرة الواحدة ألقى بظلاله على أجواء الشهر الفضيل. ولم يعد من سماته الجدل حول الفوازير، أو التكهن بمصير الزيجة الفاشلة للبطلة، ومتابعة فضائح الفنانات وزيجات الفنانين. فباتت الحديث الانتخابات والدستور والمحاكمات والاتهامات والمستقبل تأتي في طليعة الأحاديث. وودّع التونسيون مدفع رمضان في كل المدن والقرى، ليس من جراء الثورة وأحداثها العنيفة وما تلاها ويتلوها فحسب، بل أيضاً لأن مهندساً من صفاقس كان قدره أن يموت وهو يعالج مدفعاً قديماً، ما دفع بالحكومة وقتها الى منع إطلاق «المدفع». غير أن غيابه خلّف في النفوس فراغاً. وفي لبنان حنين عام إلى الجمعات العائلية حول مائدة الإفطار، واستياء لكبار السن من عادات "دخيلة"... وخلف مخيم للاجئين الفلسطينيين المسيّج بطوقٍ أمني، شعب يعيش تفاصيل يوميات عادية جداً، لا نكهة رمضانية لها، في أزقة لا تتسع لأحلامه التي تسافر كل يوم مخترقة الحواجز، هاربةً من أصوات الرصاص إلى حيث دأبت أن تحيا قبل 63 عاماً. وغاب المسحراتي عن الأرجاء العراقية وحل محله الموبايل. وفي السعودية، يحرص كثيرون على تطبيق سلوكيات رمضانية واستمرار قطف ثمارها طوال السنة، لأنها لا تختلف كثيراً عن شيم أخلاقه، في حين لا يصدق آخرون انتهاء الصيام، لكي «يتحرر من قناع اضطر إلى ارتدائه» فقط لأجل قدسية الشهر التاسع من كل سنة هجرية. - قلق وحذر يظلّلان رمضان سورية واضطراب الأمن أقوى من الدراما (دمشق - بيسان البني) - نور الفوانيس يضفي وجهاً «رومانسياً» (صنعاء - علي سالم) - دستور الولائم التقليدية معطّل في مصر بين عزوف المكتئبين واكتئاب المتوترين (القاهرة - أمينة خيري) - خلف الطوق الأمني... مائدة رمضانية بنكهة فلسطينية (بيروت - سامر مناع) - الخليوي يخطف دور المسحراتي في العراق (بغداد - خلود العامري) - العائلات اللبنانية تحن إلى «أيام زمان» وألفة الصائمين (بيروت - فيرونيك ابو غزاله) - في تونس يبقى شهر العائلة بامتياز (تونس - صالح السويسي) - التسامح يغلب لدى السعوديين (الرياض - نورا الحناكي)