اليوم الجمعة أو غداً السبت هو أول يوم فى شهر رمضان الفضيل،فكل عام وأنتم بخير ،نعلم إن المناسبة تأتي بالأفكار العديدة،أهمها بالطبع هو تحول روتين الحياة اليومية ،انقلاب ساعات الصحو والنوم ،أداء الواجبات الروحية والخيرية بكثير من البذل المستطاع،هرولة الوقت والاهتمام باعداد والتفنن فى تنوع الأطعمة تسالي الفضائيات. وقبل ذلك كله أو معه،ما يلاحظ من غلاء المعيشة ومعاناة المستهلكين خاصة المتواضعي الدخل منهم. غير ان اليوم فى نشرة الأخبار المسائية رأيت النساء والأطفال والمسنين يركضون فى رعب الخوف في مناطق بدمشق،ينهمر من خلاها الرصاص والدمار ولم نستطع تجاوز عذاباتهم ووحشية ما يتعرضون له من تنكيل وقتل وترويع أزال عنهم الله كل ما يمرون به من الآلام وهدم.ووجدت ان كل ما نشكو منه فى حياتنا من هموم ومشاكل يكاد لا يبدو واضح المعالم أمام ما يحدث من مآسٍ هناك. الآن فى تناولنا غلاء المعيشة وهى حالة تتفاقم كل عام مع شهر رمضان وما بعده من مواسم عيد وعودة للمدارس،سرنا توجهات الحزم فى مراقبة الأسعار بعدما طالبت وزارة الداخلية وزارة التجارة والصناعة بضرورة الرفع إليها عن أسماء المخالفين من التجار الذين يقومون حالياً أو من خلال شهر رمضان المبارك ،برفع أسعار المواد الأساسية والسلع الغذائية ومحاسبتهم على ذلك.بعدما تم الكشف عن استمرار ارتفاع كثير من أسعار المواد الغذائية ووجود تفاوت كبير فى أسعار بعضها بين المراكز والأسواق التجارية فى ظل عدم وجود رقابة كافية على الأسواق لضبظ الأسعار ومحاسبة المخالفين منهم.ثم قرأت فى موقع آخر عن ربما أول حالة تشهير بمؤسسة تجارية ضبطت وهي تبيع قطع غيار سيارات مقلدة وتم تغريم المؤسسة مالياً ,إضافة إلى مصادرة جميع قطع غيار عليها علامة تجارية مقلدة – ونشر ذلك فى 3 صحف محلية على نفقتها. على توقع آخر وفي هرولة التنظيم المسبق أو على الأقل محاولة التنظيم- فكرت فى إعداد بعض الأطعمة ووضعها فى الفريزر كما يحدث الآن فى مدننا بواسطة نساء يعملن فى البيوت من أجل هذه المهمة،وقد أخبرتني قريبة منذ فترة كيف انها استعانت ببعضهن . سألتها " وماذا صنعوا لك ؟ قالت في مرح : كل أنواع السمبوسات ،شيش برك وبعض المحاشي..و.... قلت أفكر وعندما ههممت بأخذ قرار تراءى لي بأنه رغم شراء الناس مقاضي رمضان بكميات كبيرة وإعدادهم المسبق لبعض الأطعمة ,إلا انهم مع ذلك مازالوا يقومون بمهمة المشتروات اليومية من الأسواق كالعادة. وحينما نستطلع الظاهرة عن تأمل ندرك بأن السبب هو اعتياد الأسلوب لأنه ببساطة " شهر رمضان". كل عام وأنتم وبلدنا والأمة الإسلامية بخير وسلام وأمان إن شاء الله.