إنّ ولادة طفل جديد هو هبة ربانية تبهج الأسرة وتملؤ كيانها فرحاً وسروراً. ولكن ماذا إذا اكتشفوا إصابة طفلهم بمرض في الدم كالاضطرابات النزفية سواء كانت وراثية أم مكتسبة!. هل سيكون شعورهم مماثلاً كما لو كان سليماً؟. فمعرفة أن الطفل يعاني من مرض ما، هو بالتأكيد مصدر قلق وتوتر لكلا الوالدين ولباقي أفراد الأسرة وأحياناً يشعر الوالدان بالذنب لاعتقادهما بأنهما مسؤولان عن حالة طفلهما. يتوجب على الأهل أخذ الوقت الكافي لاستيعاب طبيعة مرض طفلهم وحقيقة ما يواجههم من مسؤوليات واحتياطات لحمايته مع التركيز على أهمية تقديم الحب والحنان والدعم له بشكل مستمر والحرص على تشجيعه ليعيش حياته كغيره ممن هم في فئة عمرية مماثلة. ولا يخلو الأمر في البداية من العثرات البسيطة التي تكون تجربة يستفيد منها كامل أفراد الأسرة. تشكل السنوات الأولى من حياة الطفل اللبنة الأساسية لتكوين شخصيته فلا تجعل مرضه يؤثر عليه سلباً ويمنعه من أن يكون فرداً مثمراً ومعطاءً لوطنه في المستقبل. وهذه بعض النصائح التي تساعدك على حماية طفلك المريض ودعمه خلال مراحل نموه: * ابحث عن عائلة لديها أطفال مصابون بنفس المرض فمن المفيد التحدث مع أُسر عاشوا أو يعيشون تجربة مماثلة، إنّ باستطاعتهم تفهم أي مشاعر سلبية قد تعتقد أنّ أي والد لا يحملها كالغضب أو اليأس أو الملل. فمن شأنهم أن يؤكدوا لك أن هذه مشاعر طبيعية وستزول بمرور الوقت. * تذكر أيضاً أن بقية الاخوة والأخوات قد يشعرون بالغيرة والإهمال نتيجة الانتباه الزائد الذي يحصل عليه الطفل فهم بحاجة لمعرفة أنه يحتاج لعناية أكثر ولكنك تحبهم وتهتم لأمرهم بقدر مماثل لحبك واهتمامك به. * تأكد من تزويد نفسك بأكبر قدر من المعلومات حول المرض، لكي تتمكن من تقديم المساعدة والدعم والإجابة عن الأسئلة التي يطرحها طفلك. * ضع الطفل في المقعد المخصص له أثناء وجوده داخل السيارة، حيث يوصي بذلك خبراء السلامة دائماً نظراً لحركة الطفل المفرطة والمفاجئة. * تأكد من أنّ الطفل في مأمن دائماً من السقوط أثناء تواجده على المقعد أو السرير، وذلك من خلال استخدام أحزمة الأمان (في حال وجودها) أو الحواجز الواقية، ولا تنسَ وضع قطع من السجاد في أنحاء المنزل للتقليل من حدة السقوط على الأرض. * قم بإزالة الأثاث ذي الأطراف الحادة مع وضع وسادة قطنية على زوايا الطاولات والأسرّة بالإضافة لإبعاد جميع الأدوات الحادة كالسكاكين. * تأكد من أنّ طاقم التعليم المدرسي على علم كامل بحالته المرضية ليتمكنوا من تقديم المساعدة الأولية اللازمة والاتصال بك على الفور عند حدوث أي مكروه لا سمح الله. * حاول أن تسيطر على انفعالاتك ولا تظهر الفزع أو التوتر أمام الطفل فذلك لن يؤدي إلاّ لزيادة مشاعر الخوف وعدم الثقة في داخله. * لا تحاول حمايته أكثر من اللازم، فبعض الآباء يمنع طفله المريض من ممارسة الرياضة خوفاً من إيذاء نفسه، لا تفعل ذلك فالرياضة ذات فائدة عظيمة فهي تقوي العضلات مما يساعد على محافظة المفاصل على مرونتها، مع مراعاة تجنب الرياضات العنيفة مثل كرة القدم والمصارعة. * تذكر الترفيه عن طفلك والسماح له بالتمتع بطفولته مع إيجاد بيئة آمنة يتحرك فيها بحرية من دون خوف من خطر الإصابة. * احرص على الفحص الدوري لأسنانه مع إبلاغ طبيب الأسنان عن حالته. * قسم خدمات التثقيف الصحي