أجمع المشاركون في ندوة (الإعلام مفهوم الإباحية والتقنين) التي عقدت بدار أم المؤمنين بمدينة عجمان أن الإعلام العربي هو إعلام استهلاكي كغيره من الأشياء التي تستهلك في مجتمعاتنا، وهو غير قادر على مواكبة التطورات الاجتماعية الاقتصادية السياسية المتسارعة في عالم اليوم، وهو ناقل عن غيره سواء من حيث الخبر أو الصورة. شارك في الندوة عائشة سلطان مديرة قسم البرامج السياسية في تلفزيون دبي، وبطي الفلاسي من إعلام شرطة دبي، ود. إبراهيم الشامسي من جامعة الإمارات، بحضور كوكبة من رجال الثقافة والإعلام والجمهور الذي أثرى الندوة بالعديد من المداخلات والأسئلة الهامة. وقد تم مناقشة دور المرأة في الإعلام، وانعكاس الفضائيات العربية على الأبناء والناشئة، وذكرت عائشة سلطان: أننا نعيش في عالم مفتوح من الفضائيات، والإنترنت، والصحف والمجلات، وهناك ضخ هائل وكبير جداً لوسائل الإعلام، وبالتالي لا نستطيع وقف هذا الشلال الهادر إلا من خلال التوجيه والإرشاد والتحصن بالقيم الأسرية التربوية السليمة، وتساءلت: لمن تتوجه وسائل الإعلام تحديداً أكثر من غيرها من الفئات الاجتماعية، وأجابت على تساؤلها بالقول: الشباب هم أكثر الفئات الاجتماعية المستهدفة، وقالت: إنه لا يمكن مراقبة المادة الإعلامية وسط كل هذا الفضاء المفتوح، وقالت: لا نستطيع مراقبة الفضاء من مدينة دبي للإعلام أو دول الخليج، أو مصر أو غيرها، وأشارت إلى أهمية الرقيب الداخلي لدى المتلقي، ومسؤولية الأسر التي تحمي أكثر من أي رقابة، وأشارت إلى دور مؤسسات التعليم، ومؤسسات المجتمع المختلفة لحماية مجتمعاتنا التي أوشكت أن تصل إلى عصر إعلامي أخطر تدخل فيه العولمة، وانفتاح السوق واتفاقية الغات. وذكرت سلطان: أن الإعلام العربي يحاكي الإعلام الغربي من حيث شكل البرامج ومحتواها، وقالت: نحن لا نصنع الخبر، بل نأخذ الأخبار من وجهة نظر الآخرين التي تضخها وكالات الأنباء العالمية، كل شيء تقليد في إعلامنا، البرامج السياسية، والترفيهية، وتلفزيون الواقع، وغير ذلك من البرامج. وبخصوص المرأة والطفل قالت: لا يوجد مكان للمرأة الحقيقية في إعلامنا، ولا وجود للطفل، ولا للشاب، إعلامنا مفرغ من الإنسان وهموم الإنسان. من جهته أشار بطي الفلاسي إلى مسألة التواصل بين التشريعات، ووجود جماعات الضبط، والجماعات المهنية، والمؤسسات غير الحكومية القادرة على الحد من سلبيات الإعلام، وذكر أن غياب الذوق العام ناتج عن غياب الموجهين للرأي، وقال: إن دور النقاد تحفيز للمبدعين. د. إبراهيم الشامسي أشار إلى قوة الكلمة وأهميتها سواء مكتوبة أو مسموعة أو مرئية، وقال: إن الكلمة تحمل قوة إعلامية، وهي القادرة على شن حرب نفسية تحقق الانتصار، واشار في هذا الصدد إلى انهيار الاتحاد السوفياتي السابق الذي أسقطته الكلمة، ولم يسقط نتيجة حرب خاسرة بالمدافع والطائرات والقنابل النووية خاضها مع الغرب، وأشار د. إلى أن هناك محرمات على الإعلام أن يبتعد عنها، واستحضر من التاريخ الإسلامي قوة الانضباط الإعلامي، ووحدة الإعلام في ذلك العصر الذي أدى إلى رسوخ العدل وبناء دولة الإسلام في شبه الجزيرة العربية التي انطلقت جيوش الفاتحين بعدها لنشر دين المحبة والخير والسلام في العالم أجمع.