اطلعت على ماكتبته الأخت: ندى بنت عبدالله الهدلق في جريدة الرياض يوم الخميس 9 جمادى الأولى 1426ه في العدد 13506بعنوان (قيادة المرأة للسيارة لن تغير مبادئها) فكان أن أثارت في نفسي شجوناً وآلاماً تسكن صدري وذلك حين قرأت قولها: (فإن قادت المرأة السعودية السيارة فهي ستظل محتفظة بحشمتها وحيائها ولن تتغير مبادئها بقيادة سيارة أو غيره.. وها نحن نراها تثبت كل يوم أنها صمام أمان لا يضعف أو يهتز في وجه مغريات الحياة).. قالت الأخت: ان المرأة السعودية تثبت كلّ يوم أنها لا تضعف ولاتهتز أمام المغريات.. وأنا أقول أتمنى ذلك.. نعم أتمنى ذلك أختي الحبيبة.. ولكن ليس للمرأة السعودية فقط.. بل لجميع النساء المسلمات في هذا العالم الواسع.. ٭ أتمنى أن لا أرى كلّ مسلمة إلا في ثياب الستر والعفاف.. وأتمنى أن لا تطيع من يدعوها لكشف بعض جسدها أو كلّه.. وأتمنى أن تخاطبه بصوتٍ قوي - أقوى من كلّ شبهةٍ يلبّس عليها بها ويشككها في ثوابت دينها - أتمنى أن أسمع صوتها قويّاً عالياً فوق كلّ الأجواء الملبّدة بغيوم الفتنة وهي تقول: ((إلاّ حيائي وعباءتي رمز عفّتي واستقامتي.. ومهما زهّدتموني فيها وحاولتم أن تنزلوا من قدرها.. فستظلّ شامخة وعالية فوق هامتي)).. ٭ أتمنى أن أرى كلّ مسلمة وهي في قمة الأناقة والجمال.. ولكن بدون ما يسيء إلى دينها من لباسٍ مخالف للشرع.. ممّا انتشر في أسواقنا.. حتى والله لقد أصبح التسوق أصعب من ذي قبل.. لأننا إن وجدنا مايروق لنا ونظرنا فيه.. فإذا به بدون أكمام أو في أسفله فتحة تظهر ما تستحي المرأة الحييّة من إظهاره.. وإن إضطرت إلى ذلك الفستان فلا أقل من أن تذهب به إلى محل خياطة لتطيله أو تضع له أكماما.. ثمّ تحتسب الأجر في ذلك.. وتضع في حسبانها أنّها مأمورة بالستر والحشمة وأن عدم توفر الساتر من اللباس في الأسواق ليس بمبررٍ لها للتنازل عن مبادئها وقيمها المبنية على أوامر الشرع. ٭ أتمنى أن أرى كلّ مسلمة وقلبها طاهر نقي لم تعبث به أيدي المحتالين الذين يخدعون قلبها الرقيق ويستغلون عاطفتها الوفيرة لأغراضهم التي أقل ما يُقال عنها انها دنيئة، نراهم كثيراً خلف شاشات الحاسوب وفي غرف الدردشة وحتى في المنتديات في الشبكة العنكبوتية.. ٭ أتمنى أن أرى المسلمة في شغلٍ دائب وحركة مستمرة.. تتنقل كالفراشة بين رياض العلم وجنان الذكر.. لا كالذباب يحوم على مواضع النتن.. لأنها إن لم تنشغل بالطاعة فستشغلها نفسها بمايضرها.. ألا ترون كيف هي الأسواق ملأى بالنساء وفي كلّ وقت.. لا أقول لك - أخيتي - لا تخرجي للسوق ولكن أقول اخرجي لغرضٍ صحيح لا للتنزة والتجوال في أماكن أخبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنّ الشيطان ينصب فيها رايته. ٭ أتمنى أن أرى كلّ مسلمة وقد نالت أعلى المراتب في دينها ودنياها.. فهي الطبيبة البارعة التي أكبر همّها تفريج الضائقة وستر عورات أخيّاتها في الدين وهي الموظفة الأمينة التي عملها يسير بأعلى درجات الدقة والاتقان.. وهي المعلمة التي تربي بناتها الطالبات.. وتجعل من حصة الدرس شيئاً ممتعاً تتلهف لمجيئه الطالبات.. وهي لا تحشو الطالبات بالمعلومات وتظن أنّها بذلك أدّت واجبها.. بل تبذل وسعها لتعليم الطالبات وتربيتهم في نفس الوقت.. جاعلة نصب عينيها أنّها على ثغر وأنّ الله - عزوجل - استأمنها على عقول وقلوب الزهرات التي بين يديها. ٭ أتمنى أن أرى كلّ مسلمة ذات شخصيةٍ قويّة ومتجددة.. تحرص على اكتساب المزيد من الخبرات وفي كل الفنون التي تنفعها.. وتستغل أوقات الفراغ وخصوصا الإجازات في المشاركة في الدورات المنوعة التي نجدها في كل مكان.. فمن تعلمٍ للقرآن إلى الاستزادة من العلوم الشرعية.. إلى تطوير الذات وتعلم فنون الحاسب والخط والأعمال اليدوية.. والرسم وفن إدارة المنزل والطبخ.. فإذا هي امرأة متجددة وكل من رآها بعد فترة من الغياب يجدها وقد تقدمت خطواتٍ واسعة للأمام.. أتمنى كل هذا الخير يا ندى بل وأكثر.. ليس للمرأة السعودية فقط بل لكل نساء الأمة الإسلامية.. ولكن أمنياتي تصطدم بالواقع الذي نراه.. فهل ننكر أننا نرى الكثيرات من نسائنا يسرن تحت إمرة رغباتهن وأهوائهنّ، وحين توجه إحداهُنّ.. تستكبر وتُعرض.. لأنها لا تخضع لأي أحد إلا لهواها الذي قد يُلقي بها في مهاوي الظلمات.. هذه بعض أمنياتي التي أثرتيها أخيتي ندى.. فكتبتها لكلّ من تنعم بالعيش في ظلال الدين الحق.. لعلّها أن تضيء قبساً من نور في درب الحياة الطويل.