مثل فلبيني "إذا كان بيتك متسخا فإن حياتك هي الأخرى في حالة فوضى".. في أوروبا خلال بدايات القرن العشرين، تم اختراع نظرية نفسية لتبرير قيام النساء عن رضا بغسل الصحون تقول: ان هذا النشاط يسمح بتوجيه الفائض من الانفعال العاطفي الأنثوي عبر الأيدي إلى الماء الفاتر بما يحقق لهن قدرا أكبر من الوفاق النفسي. في أوروبا الألفية الثانية أصبحت هذه النظرية أكثر ملاءمة للرجال منها للنساء، فقد تفوق الرجل على المرأة هناك بكل شيء يختص بالتنظيف والطبخ، فأفضل من يبتكر طبخات الأكل الجديدة ويتقن عمل المأكولات التقليدية هم الرجال. أما في العالم العربي فالمرأة لا تعرف ماذا تنظف أو كيف تنظف، وفي أجزاء محددة منه لا تعرف لمن تنظف؟ طالتها يد التغيير فأخذت تنسج لها ثوبا جديدا ينسجم مع اعتبارات التغيير الجديدة لتكون لهذا التغيير مرآة تنعكس بها صور المجتمع الجديدة، فإن ظهرت صور أفراده كما هي حالها في الواقع قام رجال بتكسير المرآة التي لا تعرف الخداع.. وتواصلت حفلات تكسير المرايا إلى أن وصلت نسبة البطالة للنساء عندنا هي الأعلى في العالم، وأصبحت الدقيقة زمنا لقياس نسبة الطلاق، ونسبة العنوسة خرجت عن منطق الزمن وأرقام المعدلات الإنسانية، ومن هذه الحال ومعها أصبحت المرأة تمارس رياضة الزحف في كل اتجاه لتتخلص من زمن الحرمان القاتل، تتبع اعلانات التوظيف الوهمية ليصطادها الرجل الذي عبر حدود احترامها لتكون له مرآة تعكس بها صورتها الراجية لإحسانه المذل، ومصدرا مجنونا لرغباته المجنونة، أتاحت لها التقنية فرصة التواصل مع نصفها الآخر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لعلها تنتصر على وحدتها وتكسب فارسا لأحلامها، فإذا بها تنتصر للرجل على حساب نفسها، حصار ظروف وأطماع غادرة ووعود وهمية ومع كل هذا نتهمها بالخروج عن ثقافة المجتمع وجرح كبريائه المستعلية بضعفها. ولعل أكثر جملة نرددها دائما - وهي من أكذب العبارات التي نستخدمها لوصف احترامنا للمرأة - "المرأة أم وأخت بنت" وأغلب تجاربنا مع هذا الكائن المجروح لا يمكن أن تنسجم مع هذه المقولة الغبية، وحتى لا نطيل عمر الكذب على أنفسنا يجب أن نقول إن المرأة هي: الرغبة والفضيحة، ومصدر الشر، ولعنة الحياة، وبهذا الوصف لا نحتاج لتكسير المزيد من المرايا، ونكون أكثر صدقا مع واقعنا والأكثر ألما له. امرأة تحلم بأن يكون لدينا وزارة أو هيئة خاصة بالمرأة، فهل يعد هذا الحلم من المرايا التي تحتاج للتكسير؟ مثل عبري: "عندما ترتدي الزوجة البنطلون يغسل الزوج الأرض" يعبر هذا المثل اليهودي عن موقف مستهجن من المرأة، هل يحظى هذا المثل بموافقة الرجال عندنا؟ ننتظر إجابتهم، بعد أن حطموا جميع المرايا التي فضحت التصرفات، وعلى النساء الاستعداد لحفلات التنظيف الشاقة.