لا الكلمات ولا الحروف يمكنها ان تعبر عما في القلب من أسى وحزن على فقد قامة شامخة كمثل قامة سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز والذي كان فريداً في الحلم سيداً للأخلاق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ومتفرداً في الحكمة التي أتاه الله إياها (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) ولقد وهبه الله قدرة هائلة على التحليل فكان ذا نظرة ثاقبة فلم اسمع ولم أعلم بأنه اتخذ قراراً في غير محله.. كان قائداً حازماً حينما تتطلب المواقف الحزم فأصبح الأمن في المملكة أنموذجاً يحتذى وارتبطت هيبة الأمن السعودي باسم نايف. كان ديدنه التواضع والمروءة والكرم والعطف والايثار وذاك خُلق المسلم. كما عرف بالقلب الكبير الذي ينبض بالحب ويتسع للقريب والبعيد له في النفس مكانة وفراقه ترك في القلب لوعة وحرقة ويحق لنا ان نبكيه ما حيينا فكان نعم الأب والقائد والموجه، ولعمري ان موته فاجعة ونازلة كبرى ولكن تلك هي مشيئة الله.. إن فقيد الوطن والأمة لا يمكن ان تختزل فضائله ومناقبه في مقال، ويعجز القلم ان يدون كامل سيرة ذلك البطل الهمام فهو أمة في رجل ومثله لن ينسى.. عزاؤنا فيه صواب قرار خادم الحرمين الشريفين باختيار شقيقيه الأمير (سلمان بن عبدالعزيز) لولاية العهد المتمرس الخبير المتقن لفن القيادة التي مارسها منذ نعومة أظفاره والذي عُرف عنه حمل هموم المواطن والوطن، والأمير (أحمد بن عبدالعزيز) وزيراً للداخلية الرجل الذي عرُف بالاستقامة والفهم العميق ورفيق درب نايف إذ كان عضده وسنده فنعم القرار ونعم الخلفين لنعم السلف. فلله درك من ملك بإصدارك ذلك القرار الذي كان البلسم الشافي لجراح أبناء الشعب ولله درك من قيادة أجمع الناس على حبها لما حباها الله من حكمة بالغة وسداد رأي. رحم الله الأمير نايف رحمة واسعة وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، وبارك لنا في خادم الحرمين وولي عهده الأمين وجبر مصابنا في نايف الحلم والحكم والحزم (إنا لله وإنا إليه راجعون).