زار الموفد الدولي الخاص كوفي عنان دمشق أمس للبحث في خطته للسلام التي اقر اخيرا بفشلها، في حين استمرت العمليات العسكرية في سورية على وتيرتها التصعيدية وحصدت امس 37 قتيلا. و هذه الزيارة الثالثة لعنان في اطار مهمته كمبعوث خاص الى سوريا. وتعود الزيارة الاخيرة الى 29 ايار/مايو. واقر عنان السبت بفشل مهمته. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية ان "هذه الازمة مستمرة منذ 16 شهرا، وتدخلي بدأ قبل ثلاثة اشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة ايجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح اننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك اي ضمانة باننا سوف ننجح". ويأتي الاعلان عن الزيارة بعد وقف قصير على تحذير وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من ان الوقت ينفد قبل انقاذ سورية من "هجوم قد يكون كارثياً". وقالت كلينتون في تصريح لها من طوكيو "يجب ان يكون واضحا ان الايام اصبحت معدودة بالنسبة الى الذين يساندون نظام" الرئيس بشار الاسد. واعتبرت ان ما قاله عنان حول عدم نجاح مهمته "يجب ان يحدث صحوة لدى الجميع، لانه يقر بان النظام السوري لم يقم باي تحرك يتوافق مع خطة النقاط الست". اطفال مناهضون لنظام الاسد يتظاهرون في حماة (رويترز) واضافت "كلما تم الاسراع في وضع حد للعنف والشروع في مرحلة انتقالية سياسية، فان عدد القتلى لن يتراجع فحسب بل ستكون هناك فرصة لتجنيب الامة السورية هجوما كارثيا يشكل خطرا على البلاد والمنطقة". واشار عنان في تصريحه الى اهمية دور روسيا، حليفة النظام السوري، في الحل، مشددا كذلك على اهمية اشراك ايران في المحادثات. وقال "روسيا تمارس نفوذا لكنني لست واثقا من ان روسيا ستكون قادرة وحدها على تحديد مسار الاحداث. ايران لاعب، وينبغي ان تكون جزءا من الحل. لديها نفوذ ولا يمكننا تجاهلها". ميدانيا تواصلت اعمال العنف وحصدت الاحد 37 قتيلا في مناطق مختلفة من سورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي افاد عن محاولات قام بها القوات النظامية ليل السبت الاحد لاقتحام مدينتي الرستن والقصير في محافظة حمص في وسط البلاد. والقتلى هم 19 مدنيا وتسعة مقاتلين معارضين وجنود منشقين وتسعة عناصر من القوات النظامية سقطوا في اشتباكات وعمليات قصف وانفجارات واطلاق نار. وقال المرصد ان "اشتباكات عنيفة وقعت قرابة الساعة الثالثة من فجر الاحد في محيط القصير بين القوات النظامية والمجموعات الثائرة، ترافقت مع قصف عنيف على القصير والقرى المجاورة ومحاولة اقتحام". كما تعرضت مدينة الرستن مساء السبت ل "قصف من القوات النظامية السورية التي حاولت اقتحام المدينة واشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة اجبروها على التراجع". وذكر التلفزيون الرسمي السوري من جهته في شريط اخباري ان "الجهات المختصة اوقعت اصابات وخسائر في صفوف مجموعات ارهابية مسلحة هاجمت المواطنين وقوات حفظ النظام في القصير وريف حمص". وتعتبر الرستن والقصير من ابرز معاقل الجيش السوري الحر في محافظة حمص. وتجدد القصف العنيف صباح امس على القصير والرستن واحياء في مدينة حمص محاصرة منذ اكثر من شهر. وافاد المرصد السبت ان 17012 شخصاً قتلوا في سوريا منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في منتصف آذار/مارس 2011، وهم 11815 مدنياً و4316 عنصراً من القوات النظامية و881 جنود وعناصر امن منشقين.