دفع استمرار تباطؤ نمو الاقتصاد في الدول الغربية وتراجع الطلب على النفط في هذه الدول إلى توجه المملكة أكبر منتج لمصدر الطاقة لتكثيف صادراتها البترولية إلى أسواق الشرق الأقصى من أجل فتح منافذ جديدة لمبيعاتها من النفط الخام وإيجاد توازن في المبيعات إلى دول متعددة بالعالم متكئة على سياسة تسويقية تعتمد على استغلال الفرص في الأسواق الواعدة والتي لم تتضرر كثيراً من تبعات الأزمة المالية العالمية. وقد حظيت دول الشرق الأقصى بما نسبته 52.7% من الصادرات السعودية من النفط الخام خلال عام 2008م وجاءت الصين وهي أكبر مستهلك للطاقة في الشرق الأقصى كأكبر بلد آسيوي يحظى بتدفقات نفطية سعودية بلغت أكثر من مليون برميل يوميا في ظل التقارب الاقتصادي السعودي – الصيني والذي لم يقتصر فقط على تصدير النفط الخام بل شمل ذلك المشاريع البترولية المشتركة لإنتاج المواد البترولية المكررة التي تفتح مسارات جديدة للنفط السعودي إلى هذه الأسواق المتنامية. وجاءت تأكيدات رئيس شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح أمس الأول على توجه ارامكو السعودية إلى تعزيز صادراتها إلى الصين والوصول بها إلى أكثر من مليون ريال كدليل على حرص المملكة على تنويع استثماراتها على أسس اقتصادية وتجارية والبحث عن الفرص بعيدا عن الدول التي تتأثر اقتصادياتها بالأزمة المالية العالمية.ويرى الفالح أن المملكة والصين سوف تعززان من تعاونهما التجاري بما نسبته 50% ليصل إلى 60 مليار دولار بحلول عام 2015م. وتشير المعلومات إلى أن ارامكو السعودية تحاول تعميق مساقاتها التجارية والاقتصادية مع الدول الآسيوية، حيث إنها تصدر إلى هذه الدول ما نسبته 52.7% من نفطها الخام و53.4% من المنتجات المكررة 45.6% من سوائل الغاز الطبيعي فيما تصل نسبة صادراتها من الخام إلى الولاياتالمتحدة 20% ونسبة 7% إلى دول البحر الأبيض المتوسط و5.2% إلى أوروبا ونسبة 15.1% إلى دول أخرى وهي بذلك تستطيع أن تستغل معظم الفرص المتاحة في جل الدول العالمية. وتصل صادرات المملكة من النفط الخام إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية 1.014 مليون برميل يوميا متراجعة من حوالي 1.5 مليون قبل ثلاثة أعوام نتيجة إلى تراجع الاستهلاك بسبب تأثر معظم القطاعات الصناعية والتنمية الأمريكية بالأزمة المالية التي تعصف بأركان الاقتصاد الأمريكي منذ قرابة السنتين، غير أن المنافذ الجديدة في الأسواق الآسيوية أوجدت نوع من التوازن في تسويق الخام السعودي. ومن أجل مواجهة الطلب المتوقع على النفط في الأسواق الآسيوية تضاعف شركة أرامكو الذراع الاستثماري للمملكة للثروات الطاقوية من جهودها واستثمار حوالي 100 مليار دولار تحاول استثمارها لبناء المصافي لإنتاج المواد البترولية المكررة وكذلك إنتاج الغاز الطبيعي وتعزيز روافد مصادر الطاقة وتحقيق استقرار للإمدادات النفط الخام لتعظيم الفائدة المنتجين والمستهلكين و المساهمة في إنعاش الاقتصاد العالمي. إلى ذلك انتعشت أسعار النفط ليوم أمس الجمعة لتقترب من 74 دولارا للبرميل لخام ناميكس القياسي متحفزة بارتفاع الطلب الآسيوي لكنها لا تزال تواجه ضغطا من الطلب الضعيف من الدول الغربية وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر مستهلك للطاقة بالعالم بسبب تبعات الأزمة العالمية، وكذلك ارتفاع الدولار لأعلى مستوى له في أكثر من ستة شهور أمام اليورو الذي تراجع تحت وطأة القلق من الأزمات المالية المحتملة في اقتصاديات أوروبية من بينها اليونان والبرتغال ودولا أخرى، واستمر الذهب في المستوى النازل ليصل إلى سعر 1085 دولارا للأوقية.