نجحت المملكة في الحد من تذبذب أسعار الطاقة في الأسواق العالمية خلال شهر يونيو الماضي وبداية شهر يوليو الحالي بعد أن تحركت في خطوات مدروسة لرفع إنتاجها من النفط الخام إلى 9.8 ملايين برميل يوميا خلال شهر يونيو لمواجهة الطلب المتنامي من الدول الآسيوية، وهو ما جعل أسعار النفط تحوم في مستويات قريبة من 100 دولار لخام ناميكس القياسي وفي مستوى 117 دولارا للبرميل لخام برنت ما قلص من هامش التذبذب الذي كان يتوقع للأسعار في ظل وجود بعض الأحداث السياسية والأمنية التي تدور بمنطقة الشرق الأوسط، حيث يقع معظم مكامن النفط. واعتبر محللون نفطيون أن دراسة السوق بعناية من قبل السعودية والاستجابة بصورة سريعة وقدرتها الإنتاجية بدد القلق الذي كان يساور المستهلكين من احتمال تعرض أسواق الطاقة إلى شح قد يعرقل من مسيرة انتعاش الاقتصاد العالمي الذي لا يزال يعاني من تبعات الأزمة المالية التي عصفت بأركانه منذ عام 2008م. مشيرين إلى أن هاجس توقف إمدادات النفط الخام بات يراود المستهلكين منذ بداية القلاقل بمنطقة الشرق الأوسط ما جعل الكثير من المحللين يذهبون إلى فرضية التذبذب الحاد في أسعار النفط الخام وتأثير ذلك على المنتجات البترولية المكررة. ويرى خبراء عالميون في الطاقة بأن الأحداث السياسية والأمنية والكوارث الطبيعية التي هزت أجزاء مهمة من العالم أفضت إلى ارتفاع في تكاليف أسعار المواد التي تدخل في صناعة النفط وهو ما أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار النفط وبات واضحا أنه لا يمكن أن ينحى باللائمة في ارتفاع أسعار النفط على الدول المنتجة وأن معظم المسئولية تقع على عاتق الدول الصناعية المستهلكة التي لا تريد أن تساهم في الحد من تنامي أسعار النفط من خلال تقليل أرباحها وخفض أسعار المعدات والأجهزة التي تدخل في صناعة النفط والتي تشهد ارتفاعات مضطرة منذ بداية الأزمة. وقد عزز من بقاء أسعار النفط في مستويات 97 دولارا للبرميل في الأسواق الأمريكية في بداية تداولاتها ليوم أمس الطلب من الصين حيث أظهرت بيانات حديثة أن اقتصاد الصين -ثاني أكبر مستهلك للوقود في العالم- مازال محتفظا بقوة الدفع ما رجح الآراء القائلة بوفرة المعروض في السوق وتوقعات بتقلص الطلب في المستقبل، في ظل وجود بيانات أمريكية تشير إلى ان مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة خلال الأسبوع المنتهي في الثامن من يوليو زادت 2.3 مليون برميل، غير أن ذلك يعزى إلى توقف بعض المصافي البترولية للصيانة الدورية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. إلى ذلك ارتفع سعر خام ناميكس القياسي أمس بمقدار 20 سنتا إلى 97.53 دولارا للبرميل بعد أن رفعت وكالة الطاقة الدولية من توقعاتها للطلب على النفط إلى 91 مليون برميل يوميا، فيما انخفض خام برنت إلى 116.75 برميلا يوميا.