لاقت أسعار النفط خلال تعاملات الأسبوع الماضي دعما قويا من قلق تعطل الإمدادات النفطية الذي ساور المتعاملين بالأسواق النفطية ما جعلها تحقق ارتفاعا بلغ أكثر من 5دولارات للبرميل على مستوى جميع الخامات القياسية، وتتخطى 107دولارات لخام ناميكس و 106دولارات لخام برنت، وعمت الزيادة أيضا أسعار الغاز والمواد البترولية المكررة. وتأثرت الأسعار بصورة مباشرة بعد أن نسف مخربون خط أنابيب رئيسا لنقل النفط في العراق وهو خط حيوي ينقل النفط إلى مرفأ البصرة الاستراتيجي بمعدل 1.2مليون برميل يوميا ما تسبب في انخفاض تدفقه إلى 300ألف برميل يوميا عن المستويات الطبيعية. وتكمن أهمية الخط لكونه ثاني منفذ لتصدير النفط العراقي والمنفذ الوحيد على الخليج العربي، ومع أنه تم إخماد الحريق الذي شب فيه في وقت قياسي إلا أن المخاوف تتصاعد من احتمال استمرار عمليات التخريب لمنشآت أو أنابيب أخرى ما يعرقل الإمدادات النفطية من العراق ويتسبب في تدمير البنية التحتية للمنشآت العراقية المتهالكة ويبطئ من عودة العراق إلى سرب الدول المنتجة بكامل طاقته الإنتاجية لا سيما وأنه يمتلك احتياطيات نفطية كبيرة تؤهله إلى لعب دور رئيس في السوق النفطية العالمية. وساند ارتفاع أسعار النفط خلال تداولات الأسبوع الفارط انتكاسة صحة الدولار ما جعل المستثمرين يعودون إلى ضخ أموالهم في السلع الأولية المسعرة بالدولار ومنها النفط لكونها أصبحت ارخص نسبيا وأكثر عائدا يعوض خسائرهم نتيجة إلى تراجع صرف الدولار، كما أن من العوامل المتناغمة لارتفاع النفط بقاء المخزون الأمريكي من منتجات النفط على حاله أي عند 311.8مليون برميل في الأسبوع الذي انتهى في 21مارس في حين كانت الأسواق البترولية تتوقع أن يسجل زيادة بنحو مليوني برميل. وكذلك وتراجع مخزون البنزين 3.3ملايين برميل في حين تراجع مخزون المنتجات المكررة التي تشمل وقود التدفئة والجازولين 2.2مليون برميل. والأسواق تراقب بعين حذرة عددا من المؤثرات الأخرى التي أفضت إلى زيادة أسعار النفط ومنها توقف المصفاة التي تديرها شركة كنوكو فليبس بسان فرانسسكو بالولايات المتحدةالأمريكية والتي كانت تنتج 46.500برميل يوميا، وكذلك استمرار تعثر الإمدادات النفطية من نيجيريا أكبر منتج للبترول في القارة الأفريقية رغم أنها تحاول أن تعيد جدولة تدفقاتها النفطية في شهر مايو لرفعها بنسبة 14% إلى معدل 2.02مليون برميل يوميا ليصل إنتاجها في شهر مايو القادم 62.7مليون برميل أي بزيادة بنسبة 17.5%.وتقلبت أسعار النفط أمس الجمعة وسط التعاملات حيث تراجعت بصورة طفيفة إلى 106.80دولارات للبرميل متأثرة بأنباء تشير إلى أن بعض دول الأوبك تعتزم زيادة إنتاجها ما قد يرفع إنتاج المنظمة إلى ما يقارب 25مليون برميل يوميا وتضافر ذلك مع دخول موسم تراجع الطلب على النفط، بيدا أن تراجعا كبيرا في معدلات تشغيل مصافي التكرير في بعض الدول مدفوعا بضعف هوامش أرباح التكرير وأعمال صيانة وهو بلا شك يعتبر العامل الرئيس وراء تراجع مخزونات المواد البترولية المكررة جعل أسعار النفط تظل بمعدلات أكثر مما هي عليه الأسبوع الماضي بحوالي 5دولارات. وعاد الذهب أمس إلى بريقه حيث حلق من جديد إلى سعر 950دولارا للأوقية بعد أن مني بتراجع أوصله إلى سعر 904دولارات للأوقية متأثرة بانخفاض سعر صرف الدولار أمام العملات الأخرى حيث يعتبر الذهب أداة للتحوط من آثار التضخم، كم صعدت بقية أسعار المعادن الأخرى بنسب تراوحت ما بين 3إلى 1.5% وبلغ سعر الفضة 18.78دولارا للأوقية.