هيا نسافر! أين ستسافرون هذا العام؟ هل قررتم السفر؟ الحجوزات صعبة... هل لديكم معارف أو أصدقاء في الخطوط... حجوزاتنا انتظار ونريد تأكيدها... هذه هي الإجازة، كما يراها البعض، فالسفر صورة من صور التغيير، كسر الروتين السنوي المعتاد من انشغال بالأعمال وانتقال بين حصة وأخرى في مدرسة أو محاضرات متتابعة في كلية أو جامعة. وتغيير المكان هو أوضح صور التغيير التي يبحث عنها الإنسان، فأنت حين تخرج من بيتك يفترض أنك ستخرج لتقوم بأمور مختلفة عن ما كنت تقوم به داخل البيت بدلاً من الإمساك بجهاز التحكم عن بعد والتنقل من برنامج المذيعة الدلوعة إلى المذيع صاحب قبضة الملاكمة الخطافية إلى مغنية نسخت الشكل والديكور والصوت والأغنية من أخرى غريبة ظانة أن المشاهدين أغبياء أو أنهم لن ينتبهوا. الإجازة قد تكون فترة راحة قصيرة نلتقط فيها أنفاسنا لذلك قد نفضل أن نقضيها في هدوء بين جدران منزلنا نقرأ، نشاهد ما يطل أمامنا على شاشة التلفزيون أو نستلقي على السرير لنعوض ما فقدناه من نوم، وقد تكون فترة استرخاء نتخلص فيها من كل ما كان يقلقنا، فنذهب إلى مكان هادئ فيه من وسائل الدلال الكثير، فندلل عيوننا بالنظر إلى المناظر الطبيعية الجميلة وندلل عقولنا في أن ندعها تفكر بعيداً عن كل الضغوطات، وقد تكون فترة حركة، فننتقل فيها من طائرة إلى أخرى، ومن مطار أو ميناء إلى آخر، وقد تكون حالة استكشاف نحاول أن نعرف فيها كل ما هو جديد فنبحث عن معامل أثرية أو نتعرف على أماكن لم نرها من قبل وأنا هنا لا أتحدث عن قهاوي السوليدير، ولا مطاعم «مايفير» ولا بوتيكات الماركات العالمية المزروعة في شوارع لندن ونيويورك وباريس ولا حفلات الصيف لمطربي الفيديوكليب، ولا «لوبيهات الفنادق» في العواصم العربية والغربية التي لا يبارحها جماعة منا يطالعون بعضهم البعض في لعبة مملة تستدعي أن ندرسها ونكتب عن قوانينها، ليعودوا بحكايات عن من شاهدوا ومن كان هناك وماذا كانت ترتدي فلانة؟ ولماذا كان أبوفلان يسوق السيارة حول الفندق وفي الشوارع التي يتجمع فيها «الربع»؟ ولا أحد منا يكره أن يتمتع بفترة تغيير ليعود بعدها إلى دائرة حياته العادية من عمل مشاغل والتزامات أسرية وعملية واجتماعية. لكن أهدافنا من الإجازة تختلف كما وضحت لكم في الفقرة السابقة، فهناك من يحصر الإجازة في السفر من هؤلاء من يسافر جسدياً وهناك من يسافر عقلياً وهناك من يسافر جسدياً وعقلياً، وهناك من يسافر مظهرياً - أي حتى يقول عنه الآخرن أنه سافر إلى أقصى حدود الأرض، وهناك من يقع في دائرة روتين السفر فتجده يذهب لنفس المكان بأشخاصه وطعامه ومناظره، وهناك من يسافر وينقل معه نفس نمط حياته التي يعيشها هنا، يتسوق صباحاً ويسهر ليلاً مع الشلة أو الأصحاب، وهناك من يكون التغيير هو هدفه فإن بقي في حديقة منزله أو ركب على أول طائرة فإنه حتماً سيقوم بشيء مختلف يبقى في ذاكرته وينعش عقله وروحه. فأي الإجازات تحبون؟ وأي الأشخاص أنتم؟ العنوان البريدي: ص.ب 8913 الرياض 11492