كم هو مؤلم أن نرى الضحايا تلو الضحايا نتيجة ادعاءات هنا وهناك. يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام يأتي من يدعي علاج السرطان والتليف وفيروسات الكبد، ثم تتناقل القنوات الفضائية والصحف مثل تلك الأخبار فيتدافع المرضى بحثاً عن أمل مفقود في ظل تردي الرعاية الصحية، ولكنه يدرك بعد أن يفقد الكثير من المال أنه كان يركض خلف سراب. وأغلب هؤلاء يعمدون إلى خلط منتجات طبيعية وينسبونها إليهم فهذه خلطة فلان وتلك خلطة علان. ولكي يكتمل حبْك الدجل يربط بالدين ظاهراً أو بهرجاً. الحقيقة لو أن الأمر اقتصر على التحايل على أموال الناس لقلنا المال يعود، ولكنهم يتعدون ذلك إلى الاعتداء على صحتهم. أصبحنا نرى ضحية أو أكثر كل أسبوع لادعاءات المدعين. وللأسف يتساوى المتعلمون وسواهم في الوقوع في حبائل المدعين. وعندما نقابل المريض ونصارحه بأنه وقع ضحية تجارب ونخبره بالمضاعفات يبدأ بإلقاء اللائمة علينا وعلى الجهات الرسمية التي تسكت عن أمثال هؤلاء. الحقيقة أن كثيراً من زملائي كتبوا وحذروا كما كتبت وحذرت وبرغم ذلك يتزايد إقبال الناس على الأدعياء. ليس من المنطقي أن نكتب بشكل يومي فليس هناك نهاية للتحايل على الناس، ولا حد للدجل. ولهذا أتمنى أن تقوم الجهات المسؤولة بكشف المدعين وتجريم من يستخدم مواد ضارة وتغريمهم مبالغ تكون رادعة لهم، ونشر أسمائهم حتى يكونوا عبرة. ومن الضرورة التنبيه على أن المكونات الطبيعية ليست آمنة ففيها السام وفيها المسرطن وفيها مايسبب فشل الكبد والكلى، وفيها مايؤدي إلى تجلط الدم في الأوعية. سؤال ماالذي يدفع الناس إلى الوقوع في أفخاخ مدعي العلاج؟ الجواب له جوانب: العزف على حاجة الناس واستغلال يأسهم. طعم المكونات الطبيعية، فكثيراً مانرى "المكونات طبيعية 100%". عدم وجود رادع لمن يعبث بصحة المواطنين. تردي الخدمات الصحية. ضعف ثقافة المريض. استغلال الدين في التسويق للمنتجات. مساهمة وسائل الإعلام بجهل أو بدونه في نشر دعاية لكل مدعٍ.