جاء اختيار الهلاليين لاسم المدرب الفرنسي انتوان كومبواريه لينهي فصلاً طويلاً من البحث عن مدرب يقود الفريق في الموسم المقبل الذي يطمح فيه الهلاليون لإحراز لقب دوري أبطال آسيا 2012، إذ وصل الهلال إلى دور الثمانية من البطولة الآسيوية الأهم على صعيد الأندية. واحتاج الهلاليون لأكثر من شهرين للحصول على المدرب الذي يناسب فريقهم، وبحسب مسيري النادي العاصمي، فقد بدأ البحث عن اسم جديد يقود الفريق قبل انتهاء الموسم المنقضي، حتى وقع نائب الرئيس الأمير نواف بن سعد عقد الارتباط بالمدرب انتوان كومبواريه. ووضعت إدارة الهلال شروطاً أمام كل مدرب للجلوس بجانب مقاعد بدلاء "الزعيم"، غير أنها لم تكشف تفاصيل تلك الشروط التي انطبقت على الفرنسي انتوان كومبواريه، وأحدث التعاقد مع كومبواريه ردود فعل متباينة في الشارع الهلالي، إذ رأى قسم من الهلاليين أن الإدارة أنهت مسلسل التفاوض مع عدد كبير من المدربين بالتعاقد مع مدرب لايحمل سيرة ذاتية مغرية، مدعمين ذلك بلغة الأرقام التي كشفت عن تلقي الفرق التي دربها كومبواريه طوال مسيرته ل300 هدف في 256 مباراة نسبة الفوز فيها بلغت 37,61 والتعادل 29,25 والخسارة 33,13 في حين يرى آخرون أن الإدارة الهلالية وفقت في التعاقد مع كومبواريه، باعتبار سيرته الذاتية التي كشفت عن تمكنه من إعادة فريق باريس سان جيرمان للواجهة الكروية في فرنسا، فضلاً عن كونه من الأسماء الصاعدة والطموحة. والفرنسي انتوان كومبواريه من مواليد ال16 من نوفمبر في العام 1963، ومثل فريق باريس سان جيرمان الفرنسي كمدافع بارز. وانتقل كومبواريه لمرحلة التدرب بعد اعتزاله الكرة، وبدأ أولى محطاته مع باريس سان جيرمان (ب) 1999 – 2003، ومن ثم استلم زمام الأمور في فريق راسينغ ستابورغ الفرنسي والذي قاده إلى الصعود إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي، كما درب فريق فالنسيان سانت اتيان الفرنسي، قبل أن يعود إلى باريس سان جيرمان، وتحديداً في الفريق الأول، إذ قاده في موسم في موسمه الأول 2009 – 2010 إلى المركز الثالث عشر في الدوري الفرنسي بالإضافة لتحقيقه لقب كأس فرنسا، وعاد كومبواريه في الموسم الذي يليه ليقود الفريق الفرنسي العريق للمركز الرابع فيما وُصف من قبل الصحافة الفرنسية بالنقلة النوعية للفريق، خصوصاً وأن الفريق عانى في سنواته الأخيرة. وقاد كومبواريه باريس سان جيرمان في الموسم الماضي إلى صدارة الدوري الفرنسي والمنافسة بقوة على اللقب حتى ال22 من ديسمبر الماضي، إذ أعلن الملاك القطريون الجدد إقالة المدرب بسبب خروجه من دوري أبطال أوروبا وكأس فرنسا على الرغم من استمرار الفريق في تربعه على عرش الدوري بفارق ثلاث نقاط عن منافسه مونبيليه الذي خطف لقب الدوري من باريس سان جيرمان ومدربه الإيطالي الشهير كارلو أنشيلوتي. ووُصفت شخصية كومبواريه بالمحببة لدى لاعبي باريس سان جيرمان، إذ استطاع تحسين أوضاع الفريق على رغم غياب النجوم المؤثرين في السنتين الأوليين من اشرافه على الفريق، فيما وصف أيضاً بالمدرب الحازم الحريص على الإمساك بزمام الأمور داخل الفريق. وتسعى إدارة الهلال بحسب تصريحات رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد من خلال التعاقد مع المدرب الجديد لأن يكون الأخير مديراً فنياً، على غرار تجربة الهلال مع البلجيكي الشهير أريك غيرتس وهي التجربة التي استلهمها الشبابيون من خلال تعاقدهم مع البلجيكي ميشيل برودوهوم. وسيتعين على الفرنسي كومبواريه الذهاب إلى ألمانيا حيث سيقيم الفريق الهلالي معسكراً بالقرب من مدينة ميونيخ، وسيكون المدرب مطالباً بالتعرف على لاعبي الفريق وإمكاناتهم والمساهمة بشكل فعّال في انتدابات الفريق للاعبيه الأجانب الجدد تأهباً للموسم الجديد. ويتطلع الهلاليون لتجربة مميزة مع المدرب الفرنسي الذي يمتلك طموحات كبيرة من أجل بناء اسم له في المنطقة، في حين ينتظر أن يساعد كومبواريه لاعبي الهلال على إعادة صياغة أنفسهم مجدداً قبل انطلاق المنافسات، إذ لم ترتقِ المستويات التي قدمها (الزعيم) في الموسم الماضي لتطلعات أنصاره، حتى والفريق يصل للدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا ويحقق كأس ولي العهد للمرة الخامسة على التوالي. وسيكون كومبواريه مطالباً بالعمل على ترميم دفاعات الفريق التي كانت مضرباً للمثل في السنوات الأخيرة، قبل أن تتراجع بشكل مخيف في الموسم الماضي، خصوصاً وأن الفريق استقطب مدافعيْن شابيْن هما الدولي يحيى المسلم والذي قدم من الرائد، والقادم من فريق أحد فواز فلاتة.