ظاهرة التفحيط سعودية بامتياز. لا توجد في أي بلد في العالم.. صارت فرجة للعالم. حتى في مدارس كندا صاروا يتفرجون عليها. اخبرتني ابنتي الصغيرة عن ظاهرة سعودية في اليوتيوب. استعلمت فعرفت أنهم يتفرجون على التفحيط في السعودية كظاهرة من الظواهر الغريبة. اتصلت وسألت المدرس عنها. احترت كيف أجيبه عندما سألني عما يرى.. تبدو للعالم مع الأسف كأنها عمل قانوني يتم بتصريح من الجهات المعنية. لا يلاحظ المتفرج أي ملمح أمني حول المفحطين. تتم العمليات بالكامل دون تدخل من أي جهة. لا يمكن أن تستمر إلا إذا كان المجتمع لا مبالٍ بسمعته وبأمنه وبحياته.. ليست ظاهرة تمرد شباب أو موضة. لأنها ليست وليدة اليوم أو أمس. بدأت منذ حوالي ثلاثين سنة. لا يمكن أن تستمر كل هذه السنوات لولا أن هناك مشاكل اخرى تسبقها وتحافظ عليها وتجعلها تقوى عبر السنين. اتذكر أنها بدأت تسلية بين مجموعة من الشباب. كانت استجابة للتوسع في استخدام السيارات وسهولة اقتنائها. كل ظاهرة جديدة تنتابها أعراض جانبية تزول بالممارسة والقوانين والمتابعة. مع الأسف ظاهرة التفحيط تطورت إلى أن أصبحت جزءاً من حياتنا. دخلت لا شعوريا في صياغة وتصميم الشوارع والحارات. ولأنها لم تلجم منذ البداية استولدت مجموعة من الجرائم المصاحبة لها. سرقة السيارات استدراج صغار السن وأخيرا سالت الدماء. صار لها مشاهير وأبطال وألقاب ومواقع عمل. أزهقت أرواح واعطبت شباباً وأرهبت الآمنين. لا أعرف إلى متى تعالج بشكل جزئي وفردي وكل عملية تفحيط يتم تناولها بمعزل عن سياقها. يفترض أن تعامل كظاهرة خطيرة تهدد سلامة المجتمع وسمعة المملكة.. طالما ان أساسها اختراق القوانين والأنظمة ونتج عنها ضحايا وتولد عنها جرائم صريحة تابعة لها ولا يوجد ما يبررها أخلاقياً او دينياً أو حتى سيكلوجياً إذن نحن امام جرائم منظمة ترتكب بتقصد وتدبير مسبق. كل من يمارس التفحيط يعرف ما يفعل ويعرف ما يمكن أن ينتج من عمله. لا يمكن أن تكون أقل من المخدرات أو ظاهرة الإرهاب أو السطو على المنازل. سياقها يشي بتحدي هيبة الدولة. ليس لها حل سوى الحل الأمني والقانوني. لا ننتظر التنظير والدراسات وغيرها. يجب أن نميز بينها وبين فورات الشباب العارضة كالموضات وقصات الشعر ومطاردة النسوان. هي ليست تمرد شباب يعالج بأكثر من وسيلة. ليست تنفيساً كما يقول البعض هي باختصار جريمة متجذرة( أكثر من ثلاثين سنة) تحتاج إلى ردع حازم. حان الوقت لسن قوانين تهدف للقضاء عليها كما سنت قوانين لمكافحة المخدرات من بينها الإعدام. أن تشكل قوة طوارى جاهزة للاستدعاء في كل حفلة تفحيط. قوة خاصة مدربة لا علاقة لها بالمرور أو الشرطة. تملك كل الصلاحيات والامكانات بما فيها حق اطلاق النار إذا اقتضت الحاجة. إعلان الحرب على هذه الظاهرة رسميا وتحديد زمن يتم فيه القضاء عليها مرة وإلى الأبد. يجب ألا نتهرب من وصفها بما هي. التفحيط عمل اجرامي وخطير ويهدد هيبة الدولة وسلامة المجتمع.