في عالم الطب عادة تكون المعلومات ذات اتجاه واحد من الجهاز الطبي إلى المريض، وذلك لاعتبارات أهمها امتلاك الطبيب لمعلومات طبية في تخصصه وأن المريض يحتاج لهذه المعلومات في هذا التوقيت بالذات - وقت المرض - لذلك يلجأ المريض للطبيب للحصول على أمرين العلاج والمعلومات. ولكن درجت العادة في مجتمعاتنا العربية على انتقال المعلومات داخل أوساط ليس لها علاقة بالمعلومة وفي اتجاهات مختلفة وكأنها قضايا مسلّم بها فمثلاً الكثير من التساؤلات تشغل تفكير النساء بمجرّد تفكيرهن باستعمال حبوب منع الحمل، ظنّا منهن بأن لاستعمالها آثاراً سلبيّة على الصّحة بما في ذلك آثار نفسيّة وجسديّة . ومن غير الثابت أن حبوب منع الحمل لا تسبب آثاراً دائمة مثل العقم بعد التوقف عن تناولها وذلك عند استعمالها لمدة طويلة، وتنتشر هذه الفكرة عن غير وعي من جيل إلى جيل، أضف لذلك أن هذه المعلومات تصدر عن جهات غير متخصصة، وفي هذا الأمر بالذات نقول إنه لم تكشف أي دراسة علمية عن علاقة بين حبوب منع الحمل والعقم بشكل مباشر، هناك بعض المشاكل الشائعة المصاحبة لتناول حبوب منع الحمل ولكنها تظهر عند عدد قليل من النساء ويمكن علاجها بسهولة ، وبعض هذه المشاكل تتلاشى بعد فترة قليلة من تناولها، وهذه المشاكل مثل: الغثيان والقيء والإسهال والصداع وحب الشباب، وقد يظهر تصبغ على الوجه نتيجة للاستعمال لفترة طويلة ويزداد عند التعرض لأشعة الشمس، ويمكن أن تكون المرأة عصبية ومتقلبة المزاج ومتعبة، ولكن ذلك يمكن أن يحدث قبيل مجيء الدورة وحتى بدون استخدام الحبوب. إن أكثر الشائعات والأفكار خاطئة حول حبوب منع الحمل والتي تدور بين أوساط النساء، من أهمها أنها تزيد من احتمال الإصابة بمرض السرطان، وأنها تؤثر على الرغبة الجنسية، وتسبب ظهور حب الشباب على الوجه أو زيادة في نمو الشعر بالجسم ، الغريب في مثل هذا الأمر أن العكس هو الصحيح! فتناول الحبوب بجرعات قليلة يمكنه ان يحسن مظهر الجلد، والتقليل من ظهور حب الشباب، وفي الحقيقة الحبوب تستعمل لعلاج حب الشباب، ولا تسبب السمنة، أو ظهور حبوب على الوجه، ولا تسبب عقماً.. ولم يثبت علميا أن لها علاقة بالأورام السرطانية!!. ترى من أين جاءت هذه الأفكار... ببساطة هي معلومات غير موثوقة من مصادر غير صحيحة ونتداولها في مجتمعاتنا حتى اصبحت مجرد تراكمات من المخاوف والأوهام. * التثقيف الصحي