تبقى مكتبة الملك فهد الوطنية شاهداً أبدياً لاهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية –حفظه الله- بالثقافة والمعرفة، فقد حرص منذ أن انبثقت كفكرة حتى أصبحت كياناً كبيراً على دعمها وتذليل كل العقبات لتصبح قادرة على القيام بمهامها المختلفة،وكان أول ما قدمه سموه وفق ما رصدته نشرة أخبار المكتبة ، إهداء سموه جزءاً من مكتبته الخاصة، رغبة في إتاحتها للمستفيدين، وإسهاماً في بناء مجموعة مقتنيات المكتبة، وتضم هذه الكتب عناوين كثيرة مما نشر محلياً أو مما له صلة بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلى ذلك سمح سموه الكريم للمكتبة بتصوير الوثائق البريطانية المتعلقة بالمملكة التي تضمها مكتبته الخاصة والتي تعد من نوادر المقتنيات، حيث كان يستلزم الاطلاع عليها السفر إلى بريطانيا،وجاءت هذه البادرة من سموه الكريم لتيسير الانتفاع بها للباحثين والدارسين. ربما هذا جزء بسيط مما قدمه سموه لمكتبة الملك فهد الوطنية، وبالطبع ليست الوحيدة من المؤسسات الثقافية التي يدعمها ويحرص عليها، بل هنالك قائمة كثيرة ربما على رأسها دارة الملك عبد العزيز. المطلع على تاريخ المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز –طيب الله ثراه-، يجد هذا الاهتمام بالعلم والثقافة والمعرفة، فقد حرص الملك عبد العزيز على طباعة العديد من الكتب، وواصل المسيرة أبناؤه جميعاً، وهنا وفي زمننا الحاضر، نشهد اهتمام خادم الحرمين الشريفين متمثلا برعايته وإشرافه على مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ودعمه لجميع المشاريع المرتبطة بها مثل الفهرس العربي الموحد وموسوعة المملكة وتجديد الصلة بالكتاب، لتتوسع دائرة الثقافة من خلال الحوار بين أطياف المجتمع المختلفة، فكان مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الذي يجمع علماء ومثقفي الوطن ليتحاوروا ويناقشوا قضايا تهم الجميع. الجميل أن هنالك تكاملا بين أبناء الملك عبد العزيز في الاهتمام الثقافي والمعرفي للوطن، فحيث كان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز –رحمه الله- داعماً للموسوعة العربية العالمية، وهذا أنموذج لدعمه للمشروعات العلمية والبحثية، إضافة إلى الجوانب الإنسانية المتعددة، كان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز –رحمه الله- مهتماً بالدراسات المتعلقة بالسنة النبوية ليخصص لها جائزة عالمية، التي توسعت فيما بعد إلى ثلاث جوائز :جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة, وجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود التقديرية لخدمة السنة النبوية، ومسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي، وبالطبع هنالك الكراسي العلمية في الجامعات المختلفة داخل وخارج المملكة، وهذه بكل تأكيد ستبقى في موازين حسناتهم بإذن الله. ونحن هنا في مكتبة الملك فهد الوطنية، والتي تمثل نموذجاً للتلاحم بين القيادة والشعب، نشعر بأن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- على الرغم من تعدد مسؤولياته ، قريب جداً من الجميع، يقدر الجهد ويحفز على النشاط والعمل و يكفي أنه قام بتكريم الإدارات السابقة للمكتبة لأول اجتماع بعد أن أصبح رئيساً لمجلس الأمناء، منذ أشهر. كما يقال دائماً هذا غيض من فيض وهذا جزء يسير من صفحات سلمان بن عبد العزيز المعرفية، فهو صديق المثقفين والأدباء، المهتم بتاريخ الوطن، والحريص على المصداقية في ما يقدم من معلومة علمية أو خبرية تبثها وسائل الإعلام المختلفة، وعلى رأسها الصحافة، وهو رئيس التحرير الأول الذي يتابع كل ما ينشر في الصحف، ويعقب ويحاور، ويصحح دائماً اجتهادات البعض التي لا يحالفها الصواب، بطريقة حضارية، فيثري بما يقدمه من معلومات.