ثمة احتفاء دائم بالثقافة والأدب واهتمام مستمر من الدولة بالمكتبات وهذا ما نلمسه بصورة واضحة عند رعاية ولاة الأمر للشئون الثقافية المختلفة، والمتابع لحركة النشر يرى تلك الإصدارات المتعددة التي طبعت على نفقة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، ويسمع عن أوامره الكريمة بالاعتناء بدور الكتب المختلفة حيث أصدر أمره الكريم عام 1357ه بإطلاق اسم مكتبة الحرم المكي الشريف على المكتبة الموجودة بالحرم وقام جلالته شخصياً بإهداء مجموعة من كتبه الخاصة إلى المكتبة كما أصدر جلالته عام 1357ه أمراً سامياً بالموافقة على جميع متطلبات الحرم المكي الشريف كما أمر بتشكيل هيئة لتطوير مكتبة الحرم النبوي الشريف، وأصدر أمراً سامياً في عام 1358ه بالموافقة على اقتراح وزارة المالية بشأن المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة واشترط عليها إزالة الكتب المخالفة للكتاب والسنة، وفي عام 1372ه وافق الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه على إقامة احتفال رسمي لافتتاح مكتبة الرياض السعودية وتشريف الملك سعود للاحتفال ومن الأمثلة الواضحة مكتبة الملك عبدالعزيز الخاصة الذي جمع فيها العديد من الكتب القيمة. وقد واصل أبناؤه البررة اهتمامهم بالكتاب والمكتبات فكانت هنالك المكتبات الجامعية والعامة والمدرسية والمتخصصة في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً والأمثلة على ذلك عديدة ومن أهمها مكتبة الملك فهد الوطنية والتي تمثل نموذجاً فريداً للتلاحم بين القيادة والشعب، وليس بخفي اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله بالمكتبات حيث أشرف خادم الحرمين بصورة مباشرة على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وقد خصص لها مكانا قريباً منه وتابع أنشطتها ودعمها وجعلها نموذجاً متميزاً ومشرفاً للمكتبة العامة وكذلك الأمر ينطبق على مكتبة ولي العهد الأمين. وتعد مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، المؤسسة الخيرية التي أنشأها ويرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء ، الرئيس الأعلى لمجلس إدارتها في الخامس من رجب عام (1405ه/1985م)، وافتتحها جلالته في العاشر من رجب (1408ه) الموافق (27/2/1987م)..للعناية بشؤون الكتاب والمستفيدين منه - ذات بنية مكتملة الأركان من النظم التجهيزات الحديثة. وقد اكتملت منظومة المكتبة بصدور الموافقة السامية ذات الرقم أ/36 وتاريخ 4/2/1417ه على إنشاء مؤسسة خيرية باسم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. وكان الهدف من إقامة هذه المؤسسة الخيرية ، توفير مصادر المعرفة البشرية وتنظيمها وتيسير استخدامها وجعلها في متناول الباحثين والدارسين. وللمكتبة اهتمام مميز بتوثيق تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الملك عبدالعزيز على وجه الخصوص بوصف المكتبة تتشرف بحمل اسمه. وتحظى مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالمتابعة المباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حيث يرعى الاجتماعات السنوية لمجلس إدارتها وهو دائماً يشدد على أهمية عناية المكتبة بنشر العلم والثقافة ودعم الكتاب المفيد باعتباره السبيل إلى تحرير الإنسان من الجهل والأخذ بيده إلى رحاب المعرفة الواسعة في عصر تلاقت فيه الثقافات والحضارات وتجادلت على صعيده الاتصالات. وقد عرف بدعمه لكل مشروع يحقق النمو والتقدم للوطن ويأمر بتهيئة كل مناخات النجاح لكل مشروع متميز، من تلك المشاريع (الفهرس العربي الموحد )، وهو أحد برامج البنى التحتية في مجال المكتبات والمعلومات وله توجه عربي خالص نحو استقطاب الموارد المعلوماتية الببليوجرافية التي تمثل النتاج الفكري العربي المنشور وغير المنشور والموجود في المكتبات العربية والأجنبية على هيئة قاعدة معلومات ببليوجرافية ضخمة تقوم على مواصفات ومعايير عالمية من شأنها توحيد بيانات أوعية المعلومات وتسهيل تبادل التسجيلات الببليوجرافية بين المكتبات على الخط المباشر مما يجنبها تكرار فهرسة الوعاء الواحد عشرات بل مئات المرات داخل المكتبات العربية، وتعتبر المملكة صاحبة السبق في إنجاز هذا المشروع الكبير التي طالب به جميع المكتبيين في الوطن العربي لخدمة الكتاب المطبوع باللغة العربية ليكون متاحاً الوصول إلى معلومات شاملة ودقيقة عنه في كل مكان في العالم. من المشاريع الثقافية المهمة مشروع (موسوعة المملكة العربية السعودية) التي تهدف الى امداد المكتبة السعودية خاصة والعربية والعالمية عامة بمؤلف موسوعي للتعريف بالمملكة العربية السعودية ومناطقها ومدنها وقراها بصورة كاملة وشاملة ويبرز المشروع محاور متعددة منها معلومات عن كل منطقة (الآثار والمواقع التاريخية والجغرافية والثروات الطبيعية والزراعية والانماط الاجتماعية والعادات والتقاليد والتاريخ القديم والحديث والمرافق العامة والخدمات والنهضة الحضارية والانجازات العمرانية والتعليمية والثقافية والصحية والصناعية والطرق والمواصلات والتجارة والاقتصاد) مدعمة بالصور والخرائط التوضيحية والإحصاءات الحديثة. ومن المشاريع التي تحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين (المشروع الوطني الثقافي لتجديد الصلة بالكتاب) الذي وجه المقام السامي الكريم بأن تكون مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مقرا لأمانته العامة بمشاركة المؤسسات الثقافية السعودية ذات الصلة حتى يكون الكتاب في متناول يد كل مواطن . تلك المشاريع الثلاثة إضافة إلى اهتمامه ومتابعته للقاءات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وكذلك ما تقوم به دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية والتي يؤازره بمتابعتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز من فعاليات وأنشطة متعددة بمساندة وزارة الثقافة والإعلام مؤشر مبهج لأفق ثقافي مشرق .