أعتقد أنه من حسن الطالع لي أن أشارك في بدايات ثلاث مؤسسات ثقافية مهمة، جميعها في دائرة المكتبات والمعلومات، الأولى مكتبة الملك فهد الوطنية، حيث كان لي الشرف بأن أكون أول موظف حكومي يعار للمكتبة بعد الدكتور يحيى بن جنيد ويشارك في تأسيسها، والثانية جمعية المكتبات والمعلومات السعودية، حيث كان لي الحظ بأن أكون ضمن أول مجلس إدارة لها، وثالث هذه المؤسسات مركز الفهرس العربي الموحد، لا أريد أن أتحدث عن نفسي وعلاقتي بتلك المؤسسات، ولكن ثمة أمرا مهما عشته في تلك التجارب وهو، علاقة ولاة الأمر بهذه المؤسسات ودعمهم لها، فمكتبة الملك فهد الوطنية حولت من مكتبة عامة إلى مكتبة وطنية تنفيذاً لرغبة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز –رحمه الله-، وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض المشرف العام على المكتبة، يتابع سيرها، ولا يزال حتى الآن حريصا أن تكون من كبرى المكتبات العالمية، أما جمعية المكتبات والمعلومات السعودية فموافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن يكون رئيساً فخرياً للجمعية مثال آخر على هذا الاهتمام، وبالنسبة للفهرس العربي الموحد، فبفضل من الله ودعم ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله- أصبح الفهرس من المشاريع المهمة التي تخدم جميع المكتبات ومراكز المعلومات ليس في المملكة فحسب بل في العالم أجمع، وبهذا الدعم مَنح الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم) الفهرس العربي الموحد جائزة أفضل المشاريع القومية في الوطن العربي لخدمة المكتبات العربية. إن اهتمام ولاة الأمر بالكتاب والمكتبات ليس غريباً فهنالك العديد من الكتب طبعت على نفقة المؤسس الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه-، وجاء أبناؤه من بعده مواصلين الدعم والاهتمام بالمكتبات، فليس غريباً أن نسمع اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله بمكتبته الخاصة وتجنيد فريق من المتخصصين بالمكتبات لتنظيمها، وليس غريباً أيضاً اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز من قبل الهيئة الاستشارية العليا بجمعية المكتبات والمعلومات السعودية لنيل وسام شخصية العام الداعمة للحركة المعلوماتية والمعرفية في المملكة العربية السعودية والمقدّم من جمعية المكتبات والمعلومات السعودية. نقول ليس غريباً ذلك لأن جميع المكتبيين في الوطن العربي احتفلوا بمنح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله جائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات للشخصيات الداعمة للمكتبات والنشاط الثقافي العربي، وذلك لما قدمه -حفظه الله- من دعم ورعاية مباشرة للمشاريع الثقافية والمعرفية والمعلوماتية المتنوعة والمتمثلة في رعاية المكتبات وإصدار الموسوعات والأعمال المعرفية وإقامة المشاريع الببليوجرافية القومية والملتقيات والمهرجانات الثقافية ومشاريع الترجمة. هذا الاهتمام من قبل ولاة الأمر لكل ما له علاقة بالثقافة ومن ضمنها المكتبات يحتاج من جميع المثقفين الإحساس أولاً بالفخر لكونهم تحت ظل دولة يهمها كثيراً العلم والمعرفة، وثانياً الإحساس بالمسئولية من خلال بذل الجهد والتفاني بالعمل لجعل كل المؤسسات الثقافية في المملكة متميزة، وأكبر مثال سمعة الفهرس العربي الموحد الجيدة في الوطن العربي والعالم أجمع.