تزدان سيرة ومسيرة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، رحمة الله، برصيد هائل من الإنجازات في كل المواقع والمناصب والمهام التي شرفت بتوليه لها. فهو عميد وزراء الداخلية العرب والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية بالدول العربية، وهو رجل المهمات الذي يشهد له القاصي والداني بالحكمة والحزم وسعة العلم. وهو أيضاً الأمير الإنسان المحب للخير الذي لا يدخر جهداً في دعم ومساندة كل عمل خيري وإنساني لخدمة أبناء الوطن والأمة وإذا كانت إنجازات سموه الكريم في مجال الحفاظ على الأمن ومواقفه السياسية ليست خافية على أحد فإن جهوده في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية أكبر من أن تحصى في سطور أو كلمات، لكثرتها وعموم نفعها، وفي السطور التالية بعض من مبادرات وإسهامات سمو ه في هذا الميدان الطيب. لعل مشهد سمو ولي العهد وهو يتفقد أحوال الأسر المتضررة في سيول جدة ويتابع بنفسه أعمال الإنقاذ وتقديم الرعاية الكاملة للمتضررين وأسر الضحايا يجسد ليس فقط حرص رجل المهمات، بل ومشاعر إنسان يسعى جاهداً لمد يد العون والمساعدة لمن يحتاجها، وليس بعيداً عن ذلك المشهد مشهد آخر هو رئاسة سموه الكريم للجنة المعنية بتقديم المساعدات الإغاثية لأبناء الشعب الباكستاني، جراء الفيضانات التي اجتاحت البلاد من خلال حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الأشقاء في باكستان. والعمل الخيري والإنساني في توجيهات سمو ولي العهد لا يقتصر على هبة مالية أو تبرع بمبلغ من المال لمشروع بعينه بل يتعداه إلى طرح مبادرات وتبني مشروعات تؤسس لذلك العمل وتضاعف من حجم ثماره وفوائده وعموم نفعه، وترسخ المنطلقات الإسلامية التي يقوم عليها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك مشروع جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسُنة النبوية والدراسات المعاصرة، ودعمه للكثير من الأنشطة العلمية داخل المملكة وخارجها، والتي تحقق هذا الهدف مثل قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو، وكرسي الأمير نايف للوقاية من المخدرات في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وكرسي الأمير نايف لتنمية الشباب في جامعة الأمير محمد بن فهد بالمنطقة الشرقية وكرسي الامير نايف لدراسات الامن الفكري. ومن خلال إشراف سموه الكريم على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في المملكة، والتي كان لها أكبر الأثر في تخفيف معاناة الملايين من أبناء الدول الشقيقة والصديقة التي تعرضت لكوارث طبيعية مثل اندونيسيا وباكستان وبنجلادش والسودان وغيرها وكذلك الدول التي عانت من ويلات الحروب والنزاعات المسلحة، حصل سموه على جائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009م، من الكونجرس الطبي الدولي في بودابست، تقديراً للدور الإنساني الذي يقوم به - رحمه الله - كأول شخصية عربية وإسلامية تنال هذه الجائزة الدولية الرفيعة. ويتوقف العالم إعجاباً أمام الأبعاد الإنسانية في جهود المملكة ممثلة في لجنة الحج العليا والتي يترأسها سمو ولي العهد وذلك لخدمة الملايين من الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى المملكة سنوياً، من حيث تقديم خدمات الرعاية الصحية لضيوف الرحمن، وما تقدمه الدولة - رعاها الله - من مساعدات إنسانية وخدمات للفقراء والمرضى من الحجاج إلى جانب الجهد الهائل للحفاظ على أمنهم وسلامتهم. وحتى في أصعب المواقف للفئة الضالة من الإرهابيين وأصحاب الفكر المنحرف كانت إنسانية الأمير نايف بن عبدالعزيز في التعامل مع أسر الموقوفين مضرب الأمثال فمشاعر الأمهات والآباء لأمثال هؤلاء الضالين موضع اعتبار وتقدير، وباب العفو مفتوح لكل من تحسن توبته، ولم يقترف جريمة في حق الناس والوطن. وقد اعترف العالم أن التعامل الإنساني لوزارة الداخلية بقيادة سموه مع أسر المطلوبين أمنياً أو الموقوفين على ذمة قضايا أمنية، يمثل نموذجاً يحتذى في التصدي لآفة الإرهاب، بدرجة لا تقل أهمية عن المواجهات الأمنية بعد أن أثبتت التجربة أن هذا التعامل الإنساني شجع كثير من المغرر بهم إلى إعلان توبتهم وتسليم أنفسهم والعودة إلى جادة الصواب. وتتجلى إنسانية سموه في متابعته لأبنائه من منسوبي الأجهزة الأمنية وحرصه الشديد على تقديم العون والمساعدة لمن يتعرض لأي أذى أثناء أداء واجبه. وتزدحم ذاكرة منسوبي الأجهزة الأمنية بالمواقف التي بادر سموه – يرحمه الله – بالتوجيه بعلاج ضابط أو جندي في أرقى المستشفيات داخل المملكة وخارجها، وزيارته لهم أثناء تلقي العلاج ومواساته لأسرهم وذويهم، وتقديم كل ما يلزم من الرعاية لأبناء الشهداء منهم. تقدير دولي يجده الأمير نايف أينما حل ولي العهد يعود أحد رجاله الأمير نايف يقبل رضيعا في إحدى المناسبات