أطلقت رسمياً في لندن أول منظمة عالمية يمكن الانتساب إليها لنشر السعادة , وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية البي بي سي أن منظمة العمل من أجل السعادة - والتي تزعم أن عدد أعضائها 4500شخص - من أكثر من 60 بلداً تعطي أولوية للعلاقات الصحية , وللنشاطات التي لديها معنى باعتبارها سبيلاً للعيش بسعادة . وتطمح المنظمة لأن تصبح (تحركاً جماعياً عالمياً للتغيير الثقافي والأساسي) .. وتشير إلى أن تحركها يستند إلى عالم السعادة الجديد وإلى الاعتقاد بأن من الممكن تعديل المزاج , ويتعهد المنظمون للمنظمة , ببث سعادة أكبر وحزناً أقل . وهي تعطي على موقعها نصائح للعيش بسعادة أكبر من بينها تعلم أمور جديدة بشكل دائم ,والشعور بالراحة بما نحن عليه , والتواصل مع الآخرين. في ألمانيا اتجهت مدرسة (فيلي هيلباخ) وهي نوع من الكليات الصغيرة بجامعة مدينة هيدلبيرغ العريقة التي تشتهر بجامعاتها بخطوة هي الأولى في البلاد من خلال تعليم التلاميذ في سن المراهقة كيفية تحقيق السعادة كمادة رسمية وذلك إلى جانب علوم أخرى وتخصص للطلاب والطالبات مابين 17 و19 عاماً , وصرح مدير المدرسة بأن بناء الشخصية ليس هدفاً صريحاً للمدرسة , وحذر التلاميذ الذين يبالغون في توقعاتهم بأن الدورة الدراسية ليس الهدف منها جعلك سعيدا ً للدرجة التي تتصورها , بل مساعدتك على اكتشاف وسائل تجعلك سعيداً , ويتعين على كل طالب في الفترة الأولى أن يقول شيئاً ايجابياً عن عضو آخر في الفصل وعن نفسه , ولن يضحك أحد على آخر , أو يسخر منه , والرسالة (هي التقدير الذاتي يُحسّن السعادة أيضاً). ومع هذا الاهتمام المتزايد بهرمون السعادة الذي بزيادته يشعر الانسان بالرضا وبانخفاضه يشعر الانسان بالضيق والاكتئاب بدرجاته المتفاوتة حسب كمية الانخفاض. يبدو أن بعض الفلاسفة لا يعتقدون بوجود السعادة أصلاً , وأكثر المتشائمين لا يرون فيها ما يثبت أنها أمر يمكن أن يُحس. ومع اختلاف الآراء هل من الممكن أن تتحول السعادة إلى صناعة ومشوار طرقاته في البحث عنها هو السعادة بعينها؟ هناك تغييرات ايجابية بسيطة في حياتنا بإمكانها إحداث فرق كبير وخطوات تجلب السعادة كما تقول احدى الدراسات وهي كالتالي : لا تبدأ بالبحث عميقاً : وبدلاً من البحث عن أجوبة لأسئلة معقدة من طراز : (من أنا) عليك أن تبدأ بالأمور الأساسية , كتنظيم دوام النوم , في توقيت ملائم , وتنظيم نظامك الغذائي . ولهذين العاملين تأثير كبير على مدى سعادتك. احتفظ باستيائك حتى طلوع النهار : غالبيتنا تسعى إلى حسم المشاكل في لحظة وقوعها عملاً بالقول (لاتنم على حزن) لكن الدراسات تؤكد أن مفهوم (إفراغ الغضب) ليس سوى (هراء) مؤكدين أن ذلك يزيد من مستوى الاستياء الذي نشعر به ,في حين أن تأجيله حتى اليوم التالي يساهم في زواله. مثل إلى أن تمتثل :المشاعر تتبع الأفعال . فإذا كنت مكتئباً تصرف كأنك مبتهج , وستصبح كذلك. استمتع بالفشل :التحدي والتجديد عملان أساسيان للسعادة فدماغنا يتفاعل مع عنصر المفاجأة , ويمنحنا شعوراً بالرضا. لا تعالج أوجاعك ب(الهدايا): متعبة هذا النوع من الهدايا تدوم لحظة , لكن بعدها سيعاودك الشعور بالذنب أو الألم , فضلاً عن تبعات سلبية قد تترتب عن الهدية ذاتها . اشتر بعضاً من السعادة :الشعور بأن تحب، وبأنك محبوب لا يُشتريان بالمال . لكن المادة قد تساعدك على الشعور بالسعادة , إن انفقتها كما يجب. لا تُصر على الأفضل : ثمة نوعان من القرارات , الأول بإمكانه أن يجلب الرضا , والثاني ينتظر الأفضل . وعادة يكون أصحاب القرارات الأسهل يستمتعون بالسعادة. ممارسة التمارين التي تشحن الطاقة : الرياضة تحسِّن المزاج . كفَّ عن التذمر : كلما تذمرت زاد مستوى غضبك . حاول أن تتوقف. بادر : قد يظن البعض أن السعادة فطرية ,تخلق مع بشر ويُحرم منها آخرون . ورغم أن الجينات تلعب دوراً في هذا النطاق , لكن 40 في المائة من سعادتك هي صنع يديك . اترك التفكير واصنع برنامج السعادة الخاص بك. أخيراً ومن دون أن تسجِّل في المنظمة العالمية للسعادة , أو ترهق نفسك بقراءة خطوات السعادة , ابتسم فقط وتعلَّم أن تكون سعيداً , بسِّط الحياة , ولا تعقدها , وابتعد عن النكد الذي نبرع فيه كثيراً , وأعرف اناساً يفتشون عنه إذا غاب , ويفتقدونه,حاول أن تجد ما يسعدك , وأن تصل إلى الرضا وهو مدخل السعادة.. وهناك سؤال واحد فقط إذا أجبت عنه فستكون سعيداً : ماذا تريد ؟ وهل بالإمكان تحقيق ما تريده؟ إذا وصلت إلى الإجابة فستكون سعيداً ولكن قبلها عليك أن تفتش عن ما هو ممكن، وليس عن ماهو مستحيل..!!