توفي يوم الجمعة الصحفي والسياسي اللبناني ناشر جريدة النهار غسان تويني الملقب "بعملاق الصحافة العربية" عن عمر ناهز 86 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة النهار التي تملكها عائلة تويني على صفحتها الاولى "رحل...فجر النهار". واضافت الصحيفة "رحل عملاق الصحافة اللبنانية والعربية وعميد النهار ومعلم اجيالها المتعاقبة منذ تولى مبكرا مسؤولياته فيها وباني مجدها وصانع ألق الكلمة والفكر. النائب والوزير والسفير والدبلوماسي وصانع الرؤساء والعهود والسياسات في زمن مجد لبنان ومجد الرجال كما في زمن الاحداث الكبيرة وزمن الكبار الكبار." وكتبت حفيدته النائبة في البرلمان اللبناني نايلة تويني تقول "جدي لن ارثيك اليوم ولن ابكيك. لا عبارات لدي تفيك بعض حقك. امامك وانت سيد القلم تسقط الحروف وتعجز الكلمات عن التعبير في الحضور او في حضرة الغياب." ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام عن بطريرك الموارنة بطرس الراعي قوله "بغيابه خسر لبنان رجلا كبيرا اعطى من قلبه الكثير للصحافة والسياسة" داعيا الى "الامتثال بنهجه الوطني المخلص." ويعرف غسان تويني بانه "عملاق الصحافة العربية" و "عميد الصحافة اللبنانية". وكان تويني عاش حياة مليئة بالالام والمآسي لكن حسب ما قاله كل المقربين منه بقي قويا صلبا امام الشدائد التي بدأت بوفاة ابنته الطفلة نايلة بمرض السرطان من ثم توفيت زوجته الشاعرة ناديا تويني بنفس المرض. بعد ذلك قتل نجله مكرم في حادث سير وقتل نجله الصحافي والسياسي جبران تويني في انفجار استهدفه في ديسمبر كانون الاول عام 2005 ليخسر بذلك كل افراد عائلته الصغيرة ويهتم بحفيداته بنات جبران. ولد غسان في الخامس من يناير كانون الثاني عام 1926 وبدأ عمله الصحفي وهو في العشرينات من عمره في جريدة النهار التي اسسها والده في عام 1933. انخرط في العمل السياسي وهو في الخامسة والعشرين من عمره عندما انتخب نائبا عن منطقة الشوف في جبل لبنان عام 1951 . شغل مناصب وزارية عدة. وكان مندوب لبنان الدائم لدى الاممالمتحدة بين عامي 1977 و1982 وهي الفترة التي شهد لبنان فيها اجتياحين اسرائيليين اخرهما وصل الى العاصمة بيروت. ينظر الى غسان تويني على انه "عراب" قرار مجلس الامن الدولي الصادر في عام 1978 والذي يحمل رقم 425 ودعا اسرائيل الى الانسحاب من لبنان الامر الذي لم ينفذ حتى عام 2000. قبل ثلاث سنوات توقف غسان عن كتابة افتتاحيته الاسبوعية بسبب المرض ولديه مؤلفات عدة منها "سر المهنة واصولها" و"الثقافة العربية والقرار السياسي " و"قبل ان يدهمنا اليأس" و"الجمهورية في اجازة" و"الارهاب والعراق قبل الحرب وبعدها" و"حرب من اجل الاخرين" و"اتركوا شعبي يعيش" وهو عنوان خطاب ألقاه في الاممالمتحدة خلال الحرب الاهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990.