حذرت منظمات حقوقية من وقوع كارثة جديدة ببعض السجون المغربية حيث يخوض منذ شهرين أزيد من 60 معتقلا «سلفيا» إضرابا مفتوحا عن الطعام. وطالبت هذه المنظمات، في رسالة عاجلة إلى رئيس الحكومة، بإنقاذ حياة هؤلاء المضربين عن الطعام حتى لا تتكرر مأساة سجين سابق من أصول جزائرية قضى نحبه بعد خوضه إضرابا عن الطعام لمدة طويلة. وكان الأخير يقضي حكما بالسجن 20 عاما لاقتحامه قنصلية بلاده بوجدة وتهديد موظفيها بالسلاح. ويخوض في سجني «تولال» و»سلا» أكثر من 60 معتقلا من تيار «السلفية الجهادية» إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 9 أبريل الماضي. ودعت الهيئات الحقوقية، ومن بينها «اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين»، إلى فتح حوار مع المضربين عن الطعام الذين يطالبون بتحسين أوضاع اعتقالهم، فيما يقول آخرون إنهم تعرضوا للتعذيب، إضافة إلى انتهاكات أخرى لحقوقهم، من بينها انعدام العناية الطبية. وكانت السفارة الأمريكية بالرباط قد عرضت وساطتها في الموضوع، بحسب المسئول الإعلامي ل»اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين». وكشف الأخير أن مسئولا رفيعا من السفارة اتصل به وعرض عليه الوساطة لحل مشكل السلفيين المضربين عن الطعام، وأخبره أنه بمقدوره إنهاء هذا المشكل. غير أن المتحدث ذاته قال بأن اللجنة رفضت الوساطة الأمريكية مبررة ذلك بكون واشنطن لا تزال هي نفسها تعتقل المئات من الإسلاميين بغوانتنامو وبسجونها داخل العراق. وفي موضوع ذي صلة، كشفت مصادر وثيقة الإطلاع أن خمسة قضاة تحقيق من أمريكا استنطقوا، الثلاثاء، سجينا مغربيا سبق أن قاتل بأفغانستان. وذكرت المصادر أن القضاة الأمريكيين حلوا بالمغرب، في إطار ما يسمى بالإنابة القضائية، وأنهم استنطقوا السجين المغربي ليومين كاملين، بحضور قاضي تحقيق مغربي ومترجم. وكان هذا السجين اعتُقل للاشتباه في مشاركته في عمليات تفجيرية وهجمات مسلحة بأفغانستان استهدفت ثكنات الجيش الأمريكي وخلفت قتلى من الجنود الأمريكيين.