أصبح من السهل على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وغوغل بلس أن تستأسد على الآخرين أو تلحق بهم الضرر، ولا يحتاج هؤلاء المتنمرون أكثر من نشر صورة تبعث على الاحراج أو كتابة تعليق جارح، وفي كثير من الأحيان، يكون لهم تأثير واسع على قاعدة كبيرة من المشتركين. وربما يشاهد العشرات أو المئات هذه الرسائل أو الصور الجارحة على حساباتهم الشخصية قبل إزالتها، أما إذا كانت هذه الصور أو الرسائل تستهدف شخصاً بعينه أو يتم بثها بشكل منتظم ممنهج، فإن هذه المسألة تصبح مثل ممارسة "البلطجة" على الآخرين في فناء المدرسة. ويقول هاينز تيري رئيس قسم الاستشارات الالكترونية بالاتحاد الألماني لإرشاد الأسرة والطفل إنه يتعين على الآباء ألا يتخذوا موقف المتفرج بينما يتعرض طفلهم لأعمال بلطجة إليكترونية. ويوضح قائلا "ينبغي أن تعالج هذه المشكلة بشكل مباشر، وأن تنقل للطفل شعورا بأنه ليس ضعيفا ولا عاجزاً، وان تتحدث إليه بشأن الإجراءات التي يستطيع الآباء أن يتخذونها لحل هذه المشكلة، وأن تعلمه كيفية التصرف في هذه المواقف". ولكنه حذر من "اتخاذ أي إجراء دون موافقة الطفل ذاته، لاسيما في حالة الأطفال الأكبر سنا". وهناك مجموعة من الخيارات المتاحة أمام الآباء في هذه المواقف، حيث يمكنهم أن يتعاملوا مع هذه المشكلة بشكل منفتح في محاولة لإيجاد الحل. ويقول تيري "من المنطقي أن يبلغ الآباء المدرسة أو مدرس الفصل أن طفلهم يتعرض للبلطجة عبر شبكات التواصل الاجتماعي". ومن الأساليب الآخرى التي يمكن اللجوء إليها أن يحاول الآباء الاتصال بأهل الطفل "البلطجي" إذا ما أمكن تحديد هويته، ولابد من تحديد ما إذا كانت البلطجة التي يقوم بها الطفل عبر الانترنت هي استمرار لأعمال عنف يقوم بها في الواقع. ويرى تيري أنه "إذا كانت أعمال البلطجة تتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي فحسب، فمن الممكن السيطرة على هذه السلوكيات بسرعة". ويتبادر إلى الذهن سؤال بشأن ما الذي يمكن أن يفعله الآباء إذا اكتشفوا أن طفلهم هو الذي يستأسد على الآخرين. ويقول تيري إنه يتعين على الآباء أن يتحدثوا مباشرة إلى الطفل مضيفا "لابد أن يعرف الآباء أن إدانة هذا السلوك ربما تدفع الطفل إلى التحدي، ولذلك يتعين على الآباء عدم الافراط في انتقاد الطفل".