أوضحت «د.سمر السقاف» -مديرة القسم الطبي وبرامج العلوم الصحية بالملحقية السعودية في أمريكا- أن حفل تخريج الدفعة الخامسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعد ثمرة أعوام من الجد والاجتهاد قضاها أبناؤنا المبتعثون بالغربة؛ رغبة في الوصول الى تحقيق غاياتهم وأحلامهم بالدراسة واكتساب الشهادات العلمية التي ستكون عوناً لهم في رحلة المستقبل. وقالت:»إن المبتعثين في بداية الابتعاث لديهم كثير من الأحلام والرؤى والطموحات، ومع الزمن والصعوبات التي تواجههم يكون ذلك دافعا أكبر لبذل مزيد من الجهد ومحفزا لاتساع الرؤى وتحديد الأهداف بحثاً عن التطوير الشخصي والإنجاز»، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية على وجه الخصوص يوجد فيها كثير من النماذج الوطنية المشرفة والأفكار العلمية التي حملها كثير من المبتعثين، خصوصاً في المجالات الصحية والطبية، حيث أكدوا من خلالها على عمق ونضج العقلية السعودية وقدرتها على المنافسة والتميز. وأضافت أن هذه العقول ونتاجها ومكاسبها بكل تأكيد ستشكل قريباً انعكاساً إيجابياً وقفزة تنموية حضارية توافق عصر التنمية الذي يمر به وطننا اليوم، وهؤلاء جيل اليوم ورواد الغد وأمل المستقبل، موضحة أن الملحقية الثقافية بأمريكا تزايد فيها أعداد الطلاب بشكل مضطرد، وكان لذلك نتائجه من خلال تخريج 66 طالباً وطالبة بينهم 20 طبيبا في برنامج الزمالة لأول مرة في تاريخ الملحقية الثقافية بأمريكا، وهذا يؤكد النقلة الكبيرة التي تشهدها الملحقية من خلال تحقيق أحلام كانت شبه مستحيلة لتصبح واقعاً ملموساً. وأشارت إلى أن الطبيبة السعودية في أمريكا استطاعت الحصول على الفرص نفسها التي يحصل عليها زميلها السعودي، كما أن الأغلبية تخرجوا من أفضل20 جامعة في أمريكا. وقال الأستاذ «محمد المسعودي» -المشرف الثقافي في ماليزيا ونائب رئيس تحرير مجلة (المبتعث) سابقاً» إن العمل الثقافي في الملحقية الثقافية في أمريكا شهد تطوراً ملموساً عبر عدة قنوات، عاصرت الكثير منها عبر العمل في الملحقية الثقافية من عام 2007 م، حيث توسعت الأندية الطلابية بشكل كبير وتجاوزت حاجز ال200 نادٍ، كما أن تفعيل لائحة الأندية السعودية في أمريكا كان احترافياً ومندمجاً بدءاً من الانتخابات وإعطاء المبتعثات مساحات لرئاسة الأندية، ومساحات أخرى من الحرية للأندية في إقامة برامجها ودعمها، والاجتماعات الدورية برؤساء الأندية لتحقيق مطالبهم والوقوف على احتياجاتهم، وإقامة أنشطة عامة مثل قافلة الابتعاث والمعارض التشكيلية والفوتوغرافية التي تجوب ولايات أمريكا، مشيراً إلى أن احتواء المبتعثين والمبتعثات المتميزين وتبني أفكار بعضهم ودعمها بما يتناسب مع مصلحة عمل الملحقية وإبرازه كالاستعانة بهم في عدة لجان كلجنة المساندة ولجنة الجودة والنوعية من الأعمال التي تميز ملحقية أمريكا. وأضاف:»لا زلت أذكر النقلة النوعية في إعادة إصدار مجلة (المبتعث) عام 2009 م بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات، وتم إقرار نشرها من قبل الملحق الثقافي «د.محمد العيسى» بفكرة التزاوج بين مجلة إلكترونية تحظى باهتمام العالم الرقمي وبين المطبوعة الورقية التي تمثل تراثنا الصحفي؛ لتكون وثيقة ملموسة لأجيال الدارسين السعوديين والسعوديات في أمريكا، وتحمل بين طياتها عدة أبواب حديثة تتناسب مع حياة الابتعاث، مع تعيين وتشكيل هيئة تحرير متخصصة برئاسة تحرير مدير الشؤون الثقافية «د.موضي الخلف» ومدير تحريرها محمد معاطي والمستشار لها الأستاذ معتصم السدمي، إضافة إلى اختيار عدد كبير من المبتعثين والمبتعثات لينضموا إلى أسرة التحرير حسب المواد المرسلة، وهاهي المجلة تقدم أجمل الأعداد حتى الآن وبمهنية عالية. وكشف الأستاذ «راشد آل سدران» -المسوؤل عن الطلبة المبتعثين في ولاية أوهايو ومتشقن- أن المبتعثين السعوديين في هاتين الولايتين تجاوزوا 6000 مبتعث ومبتعثه، وعدد الدارسين في الجامعات المرموقة ما يقارب 2000 طالب. وقال:»حفل الدفعة الخامسة هذا العام يحفز على العمل بجد، ونحن نرى هذه الأعداد من الخريجين تتزايد كل عام في إشارة واضحة على إحساس أبنائنا وبناتنا بحجم الأمانة الملقاة على عاتقهم وجديتهم في التفوق والتميز ونيل أعلى الدرجات العلمية»، مشيراً إلى أن الملحق الثقافي بأمريكا «د.محمد العيسى» كان خير محفز وداعم لهؤلاء المبتعثين، من خلال الزيارات الدورية التي يقوم بها لعدد من الجامعات والمدن الأمريكية للاطمئنان ومتابعة المبتعثين وتكليفه لنا كمسؤولين بالحرص على وضع المبتعثين الأكاديمي، وإعطاء الفرصه لكل مجتهد ومتعثر مادام لديه القدرة والرغبة في الوصول لهدفه، متمنياً لهذه الأعداد من الخريجين التوفيق والسداد في مستقبلهم المهني والعلمي.