في السابق كانت قضيتنا (فلسطين) .. كان العالم العربي جميعه بلا استثناء يتبنى القضية الفلسطينية ، ويضعها في أول أولوياتها .. كنا مختلفين في كل شيء لكننا متفقين بالقضية الفلسطينية وأحقيتها وأولويتها ومشروعيتها .. كان العرب (حكومة) و (شعباً) يعتبرون فلسطين قضيتهم جميعا ، ولا يتوانون في تقديم كل الدعم والمساندة لهذة القضية العادلة .. وكانت فلسطين تشغل مساحات شاسعة وواسعة من اهتمام الإعلام العربي والغربي ، وكانت تشغل حيزاً كبيراً في تفكير واهتمام المواطن العربي. ولست هنا بصدد بث روح سلبية .. ولكن الواقع الحالي يقول إن فلسطين صارت في آخر قائمة الأولويات والاهتمامات ، وكل بلد عربي انشغل بفلسطينه وبقضيته وبأزماته .. بل صرنا نتعمد الخشونة والاحتكاك بين بعضنا البعض ، ونجد أن دولاً من المفترض أن تكون الأقرب إلى بعض والأكثر تفاهماً صارت تشتعل بينها نيران الخلافات دون أي سبب أو مقدمات !!. عندما هبت رياح الربيع العربي استبشرنا خيراً بأن هذا الربيع ستشرق شمسه وتزهر أغصانه بما يعم بالخير والمنفعة على العالم العربي جميعاً .. لكننا وجدنا هذا الربيع قد اختلف مساره بما لا يعود بالمنفعة لأحد .. وصرنا ننتظر رحمة رب العالمين أن تعم على المنطقة العربية بالخير والبركات. لقد انشغلت كل دولة عربية بقضاياها المحلية ، وانشغلت الشعوب بهمومها ، وانشغلت الحكومات بسياساتها الداخلية .. وصارت فلسطين التي كانت في صلب أولوياتنا .. تتراجع إلى آخر سلم الأولويات .. إن تذكرناها في بيان أو تصريح .. وتحقق لأعداء الأمة العربية ما لم يكونوا يحلمون به. لقد جاء الربيع العربي في بادئ الأمر بما تهواه أنفسنا ورغبات الشعوب في دول استبد بها الطغيان وكثر فيها الفساد .. وكانت الشعوب العربية تطمح إلى تحسين أوضاعها المعيشية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية .. لكنها بعد مرور شيء من الوقت لم يتحقق لها ما كانت تتمناه وانتظرته بصبر وشغف .. حتى وإن كان الثمن فادحاً ،، فبعض الأثمان لا تساوي شيئاً في سبيل الأوطان. نتمنى أن لا ننشغل أكثر عن سوء الأوضاع في فلسطين ، وأن تنتهي كل تلك الأزمات العربية المحلية لننهي أيضا قضيتنا العالقة منذ القدم .. فلسطين .. ودمتم سالمين.