أم دحيم.. دائماً ما تكون سعيدة بتفوق ابنها في الدراسة، بل تراهن عليه وتدخل في تحد مع جيرانها عليه. في أحد ايام الدراسة، تحفزه والدته على أن يكون ذا شأن مستقبلاً ويصلّب نفسه وان لا يدع المرض يدخل عليه.. ذهب وهو منهك ومريض، لكنه غير طريق المدرسة وذهب لمحل والده القريب من البيت، يطلب منه السماح للغياب.. هذا الأب الأمي قد لا يعرف حينها قيمة التعليم، بسبب أنه "أمي" رغم معرفته بالكتابة وقراءة الأرقام بدافع الخبرة في السوق. والده وهو متكئ على مركاً امام محله، قال لابنه دحيم: (وش فيك - تنّص- تبكي)، دحيم يلبس غترة تحزمها والدته على راسه" بشكل وردة " على الرأس وثوب مكفت، حتى إذا كبر به العمر وطال تفتح هذه الكفتات للسنة القادمة، قال لابيه بشكل مباشر:" أنا مصخن". والده يقول له: "خلاص ارجع، دام انك مسّخن"، فرح الأبن وعاد إلى البيت معه" وصية "من والده بل يعتبرها اقوى من سلطة امة، يركل الباب ويدخل، لكنه يتفاجأ بامة تنهره: "وش اللي عوَّدك من المدرسة"، الأبن: "والله ابوي هو اللي قالي غب اليوم دام انك مصّخن". دحيم لم يات في يوم من الأيام بشكوى من المدرسة أو شهادة عليها "دواويح" دوائر حمراء، ذكي متميز، الا انه اراد في هذا اليوم ان يتغيب عن المدرسة، والدته تلبس - تتّسبع - عبائتها وتمسك يده اليمني منطلقةً إلى المدرسة، بل أنها التقطت قطعة خشّب من سحارة في الحارة تهّدد بها دحيم كلما اراد ان يفلت منها. وصلت إلى المدرسة القريبة وإذا بالبواب - الفراش - العجوز السعودي يقف من على كرسيه، ليقول: "وراتس عليه"، لترّد على عجل، اسمع بَلَّغ المدير: "ترى لكم اللحم ولنا العظام". في نهاية العام وكعادته دحيم "الشاطر" يأتي بشهادته متفوقاً أكثر من العادة، يريد أن ياخذ نجاحته، طموحه أن يشتري" ضّب"، فحقق والده هذه الأمنية، يريد أن يتعرف إلى هذا الحيوان البري.. ذهب إلى سوق الحمام قريب عند الحي" الحارة " اشترى "ضّب" صغير وربطه في سطح البيت لياكل من برسيم وضعوه للأرانب. في صباح الغّد.. بحث دحيم ووالدته ووالده عن"الضّب" لكنهم لم يجدوه، قالت والدته "تعوذو من الشيطان الظاهر انه سكني! والا وين يروح؟". بعد أشهر صعّد الأبن لياتي بمهفة طلبها والده من" الروشنّ" مجلس للرجال بعضهم يكون في الدور الاول، دحيم يتفاجأ "ضّب" كبير مرعب، يهب سريعاً منطلقاً إلى أسفل" يبه يبه.. تعال شف وش ذا الشيفة "ياتي الأب وإذا به يجد نجاحة ابنه، لكنه ذو حجم كبير، كان مختبئاً في- مرزام - البيت يخرج لشم الهواء او ياكل من برسيم الأرانب ويعود وهذه حالته منّذ أشهر. فرحت أم دحيم بهذا "الضّب" السمين.. طلبت من زوجها ان ياخذه لمطبخ "العجراء" يذبحه هناك، عندما دخل دحيم ووالده بالضب وإذا بالعمال من "اليمن" يهرعون في صراخ خوفاً من الضّب. تم ذُبِحَ الضّب.. ام دحيم تطهو الضّب "قدرها" يتحرك على النار وغطاؤه يفتح، لَبِسَّها الخوف من هذا الضّب تذكرت يوم هروبه عندما قالت" الظاهر انه سكني". كل شيء تغير الملابس والتعليم وهدايا التفوق وغيرها..الا ان النظرة السائدة عن "الضّب" مازالت موجوده لم تتغير "ترا الضّب مسكون".!