أعلن الجيش السوداني سحب جميع قواته من بلدة أبيي المتنازع عليها مع جنوب السودان عشية مفاوضات سلام بين البلدين انطلقت امس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برعاية من الاتحاد الإفريقي. وقال المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد للصحفيين أمس الاول ان الجيش قرر الانسحاب تنفيذاً لطلب مجلس الأمن الدولي وتعبيراً عن حسن نوايا السودان لإنجاح المفاوضات المرتقبة في أثيوبيا. وأوضح الصوارمي أن الجيش قرر إعادة نشر قواته في مناطق خارج البلدة، وأضاف " أن بلادنا قدمت عدداً من الطلبات التي تضمن السيادة السودانية على أبيي وأنها شمالية، ولذلك قررت القوات المسلحة إعادة انتشارها خارج حدود البلدة. وسيطر الجيش السوداني على منطقة أبيي في شهر مايو من العام الماضي بعد هجوم على قافلة عسكرية ألقت الأممالمتحدة باللائمة فيها على جيش الجنوب. وكان الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، نقل عن الرئيس عمر البشير الليلة قبل الماضية، بعد لقاء بينهما بالخرطوم، أنه أبلغه بأنه مستعد لسحب قواته من منطقة أبيي، ووصف كارتر ذلك بأنه خطوة رئيسية في اتجاه تحقيق السلام بين البلدين. وبالمقابل جدد الرئيس البشير ثقته التامة في وفد الحكومة المفاوض، مؤكدا خلال لقاء جمعه مع الوفد قبيل مغادرته أمس إلى أديس أبابا رضاءه التام عن كل ما بذله الوفد من جهود وما اتخذه من مواقف لحماية مصالح البلاد العليا. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية السفير العبيد مروح، إن بلاده تضع الملف الأمني خلال المفاوضات المرتقبة مع جنوب السودان أولوية، لكنه ليس شرطاً لبداية المحادثات. وسيعود البلدان للمحادثات بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا امس الثلاثاء، وستنظر الجولة في وضع ترتيبات لأجندة التفاوض والنظر في خطوات تطبيق قرار مجلس الأمن وخارطة طريق الاتحاد الأفريقي. وقال مروح ان التوصل إلى اتفاق حول القضايا الأمنية يعتبر المدخل لحل بقية القضايا الخلافية. وفي جوبا عاصمة جنوب السودان قال رئيس الوفد المفاوض باقان أموم قبيل مغادرة الوفد إلى أثيوبيا ان بلاده قبلت بالعودة إلى المفاوضات إنفاذا لقرار مجلس الأمن خارطة الاتحاد الإفريقي. وشدد على أن جوبا أوفت بالتزامها تمهيدا للعودة للحوار، متهما السودان بأنه مازال يواصل اعتداءاته على أراضي جنوب السودان جوا وبرا في انتهاك صريح للقرار الأممي حسب قوله. وأضاف أن وفد جنوب السودان مستعد لمناقشة كل الملفات دون شروط وعازم على التوصل اتفاقات عادلة في القضايا المطروحة.