أن تتحدث عن المنجزات الكبيرة يصبح الحديث في حد ذاته عنها مما يصعب تحقيقه ذلك هو الحديث عن الانجازات التي تحققت خلال سبع سنوات التي مرت منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره - الحكم تمثلت في قفزات هائلة في الجانب التنظيمي وفي الجانب التنفيذي، حيث تم تطوير العديد من أنظمة قطاعات خدمية، وتم تنفيذ عدد من المشاريع التعليمية والصحية والاجتماعية عندما تقاس انجازاتها بالعمر الزمني يجد الممعن أن ما أنجز قد يحتاج إلى مضاعفات السبع سنين، لا أريد أن أتطرق إلى أرقام بعينها لأن المشاريع والانجازات تتحدث عن نفسها، وقد يقول قائل بأن المال يصنع المعجزات ونقول له نعم إن وفرة المال تساعد على صنع المعجزات، غير أن الفكر والوعي والاخلاص هي الأهم في هذه العملية، فكم من دولة لديها من المال الوفير والامكانات المادية من مقومات النمو والحضارة غير أنها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، حتى إن دولا نفطية ذات مجموعات سكانية محدودة لم تحقق أبسط متطلبات البنية الأساسية وقاعدة الخدمات الضرورية، لا صحة ولا ماء ولا اسكان ولا نماء. والمملكة العربية السعودية بفضل من الله ثم بفضل قيادتها الحكيمة حققت استثماراً حقيقياً لمواردها واستغلالاً مثالياً لامكاناتها، وجاء بناء الإنسان السعودي في أولويات اهتمامات القيادة الرشيدة إيماناً بأنه حجر الزاوية في عملية البناء، وأن ضخامة هذه الانجازات حجماً وتكلفة لم تحجب النظرة الإنسانية للمملكة العربية السعودية، فالمستعرض للعطاء الإنساني السعودي يجد أن المملكة تنفق باحساس من لا يخشى الفقر وبحس إنساني لتخفيف معاناة ضحايا الكوارث أينما حلت النازلة دونما تمييز فلا تخلو قارة من قارات العالم إلا وهناك مشروع أو برنامج إنمائي فهناك ما هو على هيئة مساعدات إنسانية عاجلة ومنها ما هو على هيئة مشاريع تنموية طويلة الأجل. والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بحكم مسؤوليتها في هذا الجاب سجلاتها حافلة بالعطاء الإنساني السعودي وكذا سجلات بقية الهيئات والمنظمات الإنسانية الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني. ويأتي مفهوم الحوار الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - انطلاقة هدف إنساني تتمحور حوله أهداف اقتصادية واجتماعية وسياسية تصب في مصلحة الأمن والاستقرار العالمي، وإن إطلاق الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذه الدعوة العالمية للحوار هي من المواقف الحكيمة والشجاعة للملك وهي توحي بقوة الشخصية وصدق المغزى، حيث بسط يده - رعاه الله - حتى لخصوم الأمة منادياً أياهم «تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم» إنها دعوة أذهلت زعماء الدول وفاجأت أصحاب الفكر. وعزز هذا - أيده الله - بإنشاء مركز عالمي للحوار سيسجل له التاريخ العالمي هذا الإنجاز بمداد من ذهب، هذه السياسة الحكيمة والانجازات العظيمة داخلياً وخارجياً التي تمت خلال سبع سنوات هي فترة شهد العالم خلالها أزمات إنسانية واقتصادية وسياسية، استطاع الملك الصالح أن يتعامل مع مخاطرها بكل روية واقتدار. وإن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وهي تقدم هذه الإشارات عما تحقق من انجازات خلال سبع سنوات في عهد خادم الحرمين، فإنه تفاؤل بإذن الله لمزيد من الرخاء والنماء والعطاء، حفظ الله للمملكة قيادتها الحكيمة وحفظ لها أمنها واستقرارها لتبقى أنموذجاً للدولة العصرية المتطورية وظلالاً وارفاً للإنسانية. * الأمين العالم للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر