«بخاخ البوية» صنع لأغراض مهنية فنية معينة، ولا أعلم ما هي استخداماته الى وقتنا الحاضر، في مجتمعنا استخدمناه في أغراض» لم ينزل بها سلطان» ليس لها علاقة لما انتج له كالكتابة على «جدران المنازل» واستخدمناه لوضع أرقام على فانيلات العلاق لتصبح بعد ذلك «فانيلة رياضية» وكذلك لوضع الإشارات على الأغنام وطمس «وسم» الجمال للهروب من العقوبة و»الشخابيط» في كل مكان. اكثر استخداماته، التعبير والكتابة عما يشعر به «المشاغب» صاحب المعاناة على أسوار المدارس والمنازل، المستفيدون من «البخاخ» الأذكياء من الفنانين والشعراء وانتشار أسمائهم منذ التسعينيات الهجرية من بواسطة تلك الكتابة حيث كنا نقرأ كثيراً «يا روحي يا عيسى الاحسائي.. وبشير شنان وغيرهم» على «الجدران»، كان ذلك المراهق يتجول بالبخاخ في كل مكان حتى اذا وجد «جدار شاغر» شوهه بشخابيطه كأنه صاحب السبق! وبعد الانتهاء من الكتابة يقوم كاتبها بأخذ آراء «شلته» ويشعر بالفخر بما فعله، مما يشجع «الباقين» للبحث عن جدار جديد. في وقتنا هذا ومع وسائل التواصل الاجتماعي تغيرت الوسيلة من «بخاخ البوية» الى «الهواتف الذكية» التي اصبح من السهل حملها واستخدامها في كل الأوقات وكل ما عليه الاتصال بالشبكة العنكبوتية وتسجيل حساب في «التويتر» و»الفيس بوك» والاستعداد للكتابة، والامر الذي يدعو للحيرة والتساؤل هو ان مضمون الكتابات على الأسوار، لم يتغير مع الوسائل الجديدة، بل تحولت الوسيلة من بخاخ الى هاتف.! الامر الآخر هو التسابق على المشاركات والردود كبحثهم عن الأسوار الجديدة. هناك بعض المغريات «للشخابيط» يقدمها مالك الصحيفة الالكترونية بفتح التعليقات بدون رقابة ومتابعة لغرض الاثارة وجذب الجمهور والحصول على اعلى متابعة وكذلك صاحب الموضوع يهتم بإعادة نشر التعليقات والردود وتعتبر هذه الطرق مشجعة للخروج عن النص. توفر وسائل التواصل الاجتماعي تواصل الفرد مع أصدقائه او مع من يشاركونه نفس التوجهات الفكرية، واذا ما استخدمت بشكل بناء وايجابي فإنه ستعود على الفرد بالنفع، أما اذا عدنا لفكر «الكتابة على الجدران» فسيتحول الأمر من «أداة بناء الى أداة هدم». جدار لم يسلم من تعبير الخواطر «والله واحشني موووت»