ثمة خطر من تسممات الغذاء يطل علينا كل صيف.. عندما يصاب البعض بتسممات غذائية (فوود بويزننق) ويعرفه من لا يصاب من الناس عبر وسائل الإعلام.. فتجعل مستهلك الغذاء من المطاعم في (حيص بيص) فمن نقل الخبر لا يُعطي من يقرأه كل شيء عما نقله.. إلا التخويف ومعلومات غير كافية.. والجهات ذات العلاقة إما (تطنش) في أغلب الحالات.. وإما تنفي.. والتطنيش عنوان لأغنية (طنش.. تعش.. تنتعش) راجت واختفت قبل سنوات.. كشأن الكثير من أغاني هذه الأيام.. فرحم الله أم كلثوم وعبد الوهاب وطلال مداح وسعد إبراهيم.. وفي مصر يصفون الذي (يطنش) بأنه (نايم على ودانه) وإضافة للتطنيش فقط والنفي فقط.. هناك التطمين.. الذي يشتكي منه جميع كتاب الزوايا.. ويصاحبه نفيٌ في العادة.. عندما يضع الكاتب الكرة في مرمى الجهة أو الوزارة المسؤولة.. ولا أزال أتذكر مقالا قديما وجميلا للأستاذ تركي السديري في (لقاء) قبل ثلاثة عقود أو تزيد عندما وصف إحدى الوزارات بوزارة النفي.. لكثرة ماتنفي من أخبار تُكتب عنها في الصحف.. ماعلينا.. والشائعات أو الإشاعات إنما تبرز ويُروج لها في غياب المعلومة الصحيحة.. ولعلكم تذكرون (ماقيل) عن الطحينية والفستق الحلبي وحشوات (أمل قم) الأسنان والشعير الملوث الذي أودى بحياة الكثير من الجمال والخلفات.. وكيف كانت أسباب نفوق الجمال غير معروفة ومبهمة لمدة ليست قصيرة.. إلى ان جاءت الإجابة الصحيحة بعد جهد جهيد.. تُفيد ان نفوق (سفن الصحراء) كان بسبب الشعير المسموم والقادم من نفس المصدر.. وكلام الناس أو وكالة (قالوا) أو كما يقول عادل إمام (الدليل آلو لو) خامدة هذه الأيام فيما يخص الأغذية لأن درجة الحرارة لم ترتفع بعد لدرجة تفسد الأطعمة سيئة الحفظ أو الإعداد.. وستنشط بلا شك مع ارتفاع درجة الحرارة.. ومستوى نظافة من يتعاملون مع الأغذية و(طمالتهم) ومع الأسف لا نقول الحقيقة كاملة.. بل نذكر المعلومة مبتورة.. كان يقال نوع من البسكويت والحلويات أو تحتفظ الجريدة باسم المطعم أو المصنع المخالف.. فنحن نتبع التكتم وعدم ذكر الأسماء.. وهكذا.. فلماذا لا يتم التشهير كما حدث مع مطعم التحلية الشهير.. وكما ذكرت جريدة الرياض عندما فضحت قبل بضعة شهور (أشرت إليها في سوانح) حلويات (روماريو.. وإم أند إم) المسمومة.. والقادمة من أندونيسيا.. وهو دليل على مصداقية جريدة الرياض وصراحتها.. فأين الشفافية والمصداقية.. يا هيئة المواصفات والمقاييس.. وحماية المستهلك.. وهيئة الغذاء والدواء.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. * مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.