لدي صديق عزيز وزميل مهنة (طبيب) يشتكي من السمنة ويحمل كل الصفات الصحية السيئة والخطيرة (ريسك فاكتورز) فهو مُدخن شره وأكول نهم.. ولا يقوم بأي رياضة أو حتى المشي لأمتار قليلة يومياً.. لذا تراكمت في جسمه الدهون وقبلها أو معها الكولسترول في شرايينه وقلبه وكبده.. ويُريد أن ينقص وزنه بأي طريقة ويتخلص من الكولسترول الذي أرقه.. باتباع أي نصيحة طبية أو عشبية.. مع احتفاظه بمضغ وابتلاع (بشراهة) لكل مالذ وطاب من لحوم وأرز وحلويات.. وفي إحدى المرات سمع ان مضغ البرسيم (طعام الغنم) واستحلابه في الفم يخفض الكولسترول.. فما كان منه إلا أن صدق ذلك.. فأضاف البرسيم إلى مشترياته (مقاضي البيت) الأسبوعية.. وفي صباح أحد الأيام شاهدته في غرفة استراحة الأطباء أثناء (الكوفي بريك) ويداه الاثنتان مشغولتان وممدوتان إلى فمه.. إحداهما (بين السبابة والوسطى) تحمل سيجارة مشتعلة.. والأُخرى (الإبهام والسبابة والوسطى) تحمل وريقات خضراء ندية يُدخلها إلى فيه بعد إخراج السيجارة منه وهو يتبعها بدخان كثيف أثناء ذلك.. ليمضغها (ويجترها) بعد أن اشتراها من (سوق العلف) وعندما فاجأته بتحيتي الصباحية.. ارتبك وهو يحاول إخراج ما امتلأ به فمه من برسيم كان يجتره قبل حضوري.. وثمة مقولتان أو حكمتان يعرفهما الجميع.. الأولى تُقال عندما يأتي الحديث عن جودة أمر ما أو الاستفسار عن خبر ما.. تأتي بصيغة سؤال.. قمحه والا شعيره باعتبار القمح أجود من الشعير(أمحه والا شعيره) والمقولة الثانية تعبر عن شيء أو شخص يُستفاد منه.. بل يُنتهز أو يُستغل.. ومع ذلك يُنتقد ويُلام.. فيقال عنه بأنه مثل الشعير ماكول (ن) مذموم.. وفي النت قرأت ما للشعير من قيمة غذائية وفوائد كثيرة أذكر بعضاً منها في سوانح اليوم: أهمها تخفيض الكولسترول.. أرجو أن يكون زميلي (راعي الطعام) والذي بدأت به سوانح يقرأ ذلك.. علاج أمراض القلب.. علاج الاكتئاب.. علاج لارتفاع السكر والضغط.. يحتوي الشعير على مضادات الأكسدة.. وبالتالي يقاوم السرطان.. يحتوي الشعير على الحمض الأميني المفيد (تربتوفان).. يعتبر الشعير غنياً بالألياف.. وملين ومهدىء للقولون.. وفي الأخير أقول (يابخت) الإبل وبقية المواشي.. فهي تأكل غذاءً يحتوي على كل هذه الفوائد.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.