ثمة خطر من الغذاء يطل علينا بين حين وآخر عبر وسائل الإعلام؛ تجعل المستهلك في (حيص بيص) فمن نقل الخبر لا يُعطي من يقرأه كل شيء عما نقله؛ إلا التخويف ومعلومات غير كافية؛ والجهات ذات العلاقة إما تنفي أو تتكتم أو تُطمئن الناس؛ والشائعات أو الإشاعات إنما تبرز ويُروج لها في غياب المعلومة الصحيحة؛ ولعلكم تذكرون (ماقيل) عن الطحينية والفستق الحلبي وحشوات (أمل قم) الأسنان والشعير الملوث الذي أودى بحياة الكثير من الجمال والخلفات وكيف كانت أسباب نفوق الجمال غير معروفة ومبهمة لمدة ليست قصيرة؛ إلى ان جاءت الإجابة من الشعير المسموم والقادم من نفس المصدر؛ وكلام الناس أو وكالة (قالوا) أو كما يقول عادل إمام (الدليل آلو لو) نشطة هذه الأيام فيما يخص مادة الميلامين السامة الموجودة في بودرة الحليب؛ والقادمة هذه المرة من الصين؛ فما هو الميلامين ياتُرى؛ والخوف والتحذير ليس لدينا فقط؛ بل لدى دول كثيرة تستورد منتجات صينية؛ فقد ذكرت وزارة الصحة في اندونيسيا ان هيئة الرقابة على الغذاء والدواء الأندونيسية أكدت احتواء 12منتجاً غذائياً مستورداً من الصين؛ منها كعك وحلويات ومشروبات؛ على مادة الميلامين؛ حيث أظهرت الاختبارات وجود مادة الميلامين في بسكويت (أُريو) وشوكولاتة (إم آند إم) وسنيكرز؛ ومصدري في ذلك هو جريدة الرياض ليوم الاثنين 29رمضان 1429وكلنا يعرف ويأكل تلك الحلويات؛ وإيرادي لخبر أندونيسيا للتدليل على اننا هنا نتبع التكتم وعدم ذكر الأسماء؛ كأن يُقال نوع من البسكويت والحلويات؛ أو تحتفظ الجريدة باسم المطعم أو المصنع المخالف؛ وهكذا؛ وذكر جريدة الرياض لأسماء الحلويات والبسكويت (القادم من اندونيسيا) دليل على مصداقية وصراحة جريدة الرياض؛ فأين الشفافية والمصداقية ياهيئة المواصفات والمقاييس وحماية المستهلك؛ فنحن أصبحنا نستورد (كل شيء) من الصين وليس (شروخة أبو ديك فقط) وبالتأكيد يشمل ذلك منتجات غذائية كبودرة الحليب التي قد تحتوي على مادة الميلامين والتي منعت اندونيسيا استيرادها من الصين بعد نتائج هيئة الرقابة على الغذاء لديهم؛ فأين نتائج مختبرات وزارة التجارة أو حماية المستهلك لدينا؛ فالمنتجات الصينية لا تخلو منها أسواقنا صغيرها والكبير؛ لرخص الثمن وليس للجودة؛ والتي منها بلا شك حليب سائل أو بودرة حليب قد تحتوي على مادة الميلامين؛ فالرخيص هو مايجد إقبالاً من التاجر والمستهلك هذه الأيام؛ مع ان العامة أو المثل العامي يقول (ياشاري الدون بالدون؛ تحسبك رابح وانت مغبون) وإلى سوانح قادمة بإذن الله.