تحل مناسبة مرور سبع سنوات على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من هذا العام 1433ه والمملكة تفخر بمكانة العز والمنعة التي نالتها بين أمم الأرض ملتفة حول قيادتها الرشيدة عاملة بكل جد وتفان تحت قيادته وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله لتحقيق المزيد من الخير والنماء . ونقف اليوم جميعاً شاهدين على حجم مسيرة الإنجاز والتطور غير المسبوق الذي شهده الوطن تحت ظل حكمه الرشيد وتمكنه حفظه الله بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً لتصبح المملكة أكثر تأثيراً وحضوراً في جميع المحافل الدولية وشكلت عنصراً مهماً في اتخاذ القرارات الدولية المعنية بمصير العالم وأصبحت في عهده منارة للعرب والمسلمين وممثلاً لشعوبها في دوائر الحوار العالمي والمنظمات العالمية باتخاذ القرارات المصيرية للعالم، بل إنها أصبحت ضمن مجموعة العشرين الدولية التي تضم أقوى 20 اقتصاداً حول العالم. لقد حافظت المملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- على الثوابت الإسلامية واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية . وأسهم حفظه الله في الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري بالإضافة إلى عمله الدؤوب لمكافحة الإرهاب والجريمة طبقاً لما جاء به الدين الإسلامي الحنيف الذي اتخذت منه المملكة منهجاً في سياساتها الداخلية والخارجية كما أنه عمل على تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة إلى تحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية ومساعدتها في الحصول على متطلباتها الأساسية لتحقيق نمائها واستقرارها ، ويثمن العالم لخادم الحرمين الشريفين بكل اعتزاز وتقدير المبادرات الإنسانية التي يقوم بها ملك الإنسانية لمساعدة الأشقاء والأصدقاء وعلاج المرضى وإغاثة المنكوبين في الأزمات والكوارث . ولا يخفى على أحد مبادرته المهمة للحوار بين أتباع الأديان والحضارات التي شكلت منعطفاً عالمياً غير مسبوق ولفتت أنظار العالم إلى إمكانية العيش وفق إطار المحبة والتسامح لكل العالم بجميع أديانه وطوائفه وأعراقه وحضاراته. والمتتبع لحجم الإنجازات التي تحققت لهذا البلد وأبنائه خلال السنوات السبع الماضية يجد العديد من الإنجازات المهمة على كافة الأصعدة التعليمية والاقتصادية والتجارية والتنموية والبيئية والثقافية والإعلامية وقد يبدو ذلك جلياً في النهضة التنموية التي أصبحت مثاراً لاهتمام الخبراء والمختصين في العالم . لقد ارتبط عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله - بواقع حضاري سريع مبني على أسس علمية ودراسة حقيقية لمستقبل أكثر إشراقاً لأبناء وطنه وحرص على إيجاد الأنظمة التي تكفل بناء دولة مؤسساتية ومعلوماتية في شتى المجالات في صورة تجسد دائماً لما يميزه حفظه الله من تفان في كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن وأبنائه في الداخل والخارج. ولعلنا في هذا المقام ننظر إلى ما تحقق من إنجازات في مجال العمل البيئي والأرصادي في عهده حفظه الله لنجد أنفسنا أمام تحولات كبيرة أعطت دفعة مهمة سواء للجهة المسؤولة عن البيئة والأرصاد في المملكة "الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة" أو لحماية البيئة وصون مواردها في المملكة من خلال القرارات التاريخية في عهده حفظه الله . وتعد قراراته حفظه الله تجاه العمل البيئي والأرصادي أقل ما يمكن النظر إليها على أنها جزء من مسيرة العطاء والنظرة الصائبة لحياة أكثر رخاء لهذا البلد وفق تنمية مستدامة تكفل بمشيئة الله التوازن الحياتي لأبناء الوطن ومنها إنشاء مجلس البيئة الذي يضم في عضويته معظم الجهات الحكومية ذات العلاقة كأحد الركائز المهمة للعمل البيئي في المملكة ويهدف إلى تعزيز العمل البيئي الوطني واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها وتنسيق المواقف البيئية على الصعيد المحلي والدولي وصدور أمره حفظه الله بإعادة تأهيل وتنظيف شواطئ المملكة في أضخم مشروع بيئي لحماية البيئة البحرية في المملكة ، كما صدرت أيضاً أوامره حفظه الله بإعادة تأهيل المناطق المتضررة بيئياً من جراء حرب الخليج 1991م التي شكلت هماً كبيراً لشواطئ المملكة الشرقية وضرراً غير مسبوق للبيئة البحرية والشواطئ ويعد قرار إعادة التأهيل انتصاراً حقيقاً لهذه البيئة المتضررة وجزءا بسيطا من عطايا خادم الحرمين الشريفين تجاه البيئة المحلية وقراره التاريخي بإنشاء مركز الملك عبدالله العالمي لأبحاث الطاقة والبيئة والمناخ لتصبح المملكة مركزاً عالمياً رئيساً في مجال أبحاث ودراسات الطاقة والبيئة بالإضافة إلى تدشينه لمنارة العلم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تركز في أبحاثها على حماية البيئة ليجسد بها أحلامه وطموحاته في خدمة بلده والإنسانية جمعاء في العلم والمعرفة ، إلى جانب رعايته – يحفظه الله- لكافة المناسبات البيئية بالمملكة وهو الأمر الذي يعكس اهتمامه بصون البيئة وحمايتها. كما لا يفوتني هنا أن أشير إلى دعمه - يحفظه الله- للعمل البيئي الإسلامي من خلال مؤتمر البيئة الإسلامي الذي أصبح ركيزه ووثيقة عمل لكافة المهتمين بالقضايا البيئية في الدول الإسلامية، فضلا على التقدير والاحترام الدولي الذي باتت تحظى به المملكة في مجالي الأرصاد وحماية البيئة في عهده يحفظه الله فالمملكة تترأس المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء البيئة بالدول الإسلامية وكذلك مجلس الأمناء لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي الأوروبي كما نجحت مؤخراً في الحصول على عضوية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي عن قارة آسيا، وعضويتها الفاعلة في الكثير من المنظمات العالمية والإقليمية المعنية بالبيئة والأرصاد. وقد حظيت أيضاً برئاسة المجلس الحاكم للمركز الإقليمي للحد من خطر الكوارث للتدريب والبحوث كما نجحت المملكة مؤخراً في حصولها على مقعد دائم بمنظمة الأرصاد العالمية ، وتقديراً لجهودها في مجال اتفاقية بروتوكول مونتريال فقد تم اختيارها ممثلاً عن دول آسيا ضمن اللجنة التنفيذية للبروتوكول . وهذه الإنجازات الكبيرة التي تحققت في فترة زمنية وجيزة لم تكن لتتحقق لولا الدعم الكبير والسخي الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لقطاع الأرصاد والبيئة في المملكة وتوفير كل ما من شأنه أن يسهل لها النجاح وتقديم أفضل الخدمات وظهورها بهذا المستوى على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي. أدام الله عز خادم الحرمين الشريفين وأبقاه ذخراً لوطنه وشعبه وللأمة العربية والإسلامية وللإنسانية جمعاء . * الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة