أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعيا إلى التقرب إلى الله بالقول والعمل وقراءة القرآن والصلاة. وقال في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام إن إنشراح الصدر وسكون النفس وطمأنينة القلب أمل كل من عاش على الارض وحاجة كل من مشى في مناكبها وباحث عن طيب العيش فيها ومن أراد حظا من السعادة لنفسه. مشيرا فضيلته الى أنه اذا كان للناس بأسباب تحقيق إنشراح الصدر مذاهب وإتجاهات شتى فإن للصفوة المتقين بالمعرفهة الراسخة ما يجعل سبيلهم إليه أقوم السبل وأهداها لبلوغ الغاية فيه لأنه سبيلٌ مضى عليه وارشد إليه رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه وهو الحريص علينا الرؤوف الرحيم بنا الذي قال في الحديث "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم".. الحديث. والذي كان صلوات الله وسلامه عليه أشرح الخلق صدراً وأطيبهم نفساً وأنعمهم قلبا لما جمع الله له من أسباب شرح الصدر مع ما أتاه الله من النبوة والرسالة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن تلك الأسباب يأتي في طليعتها الهدي والتوحيد وهو نور الإيمان الذي يضيئ به الله القلوب لمن يشاء من عباده فيشرح به صدورهم وتطيب به نفوسهم وتنعم به قلوبهم وفي الإنابة إلى الله ومحبته والإقبال عليه تأثير عجيب في إنشراح الصدر وكلما كانت المحبة أقوى فإن إنشراح الصدر وطيب النفس يكون كذلك. أما الإعراض عن الله والتعلق بغيره فهو من أعظم أسباب ضيق الصدر لأن من أحب شيئاً غير الله عُذب به وفُتن بمحبته وهما كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله محبتان الأولى: محبة وهي جنة الدنيا وسرور النفس ولذة القلب ونعيم الروح وغذاؤها ودواؤها وقرة عينها وهي محبة الله وحده بكل القلب والإنجذاب إليه والإرادة والمحبة كلها إليه. الثانية: هي محبة عذاب الروح وغم النفس وسجن القلب وضيق الصدر وهي محبة ما سواه. ودعا فضيلته إلى أن يختار اللبيب العاقل لنفسه وليشهد لها لأنه ساع لخلاصها وراغب في حيازة الخير لها. لأن الإنسان ساع في خلاصها وراغب في حيازة الخير لها وبالإحسان إلى الخلق بكل دروب الإحسان وبنفعهم بكل ما يمكن نفعه من مال وجاه وتعليم نافع وأمرِ بالمعروف ونهيِ عن المنكر وصلة وصدقة وغيرها وكل ذلك شرح عجيب في شرح الصدر وسرور النفس. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إن ذكر الله تعالى لهو أقوى أسباب إنشراح الصدر. وقد بين ربنا سبحانه وتعالى حين ذكر جزاء الذاكر له وعظم منزلته عنده في قوله: (فأذكروني أذكركم وأشكروني ولا تكفرون) وأشار فضيلته الى أنه من ذكر الله تعالى كان أجدر الناس بكل إنشراح صدر بعكس من غفل عن ذكره ليكون ذلك سببا لكل ضيق صدر وهم وغم داعياً فضيلته إلى تلاوة كتاب الله بتدبر يبعث على العمل والصلاة التي هي خير العمل.