أدان المجلس الوطني الفرنسي للديانة الإسلامية بشدة عملية استهداف مسجد يقع في مدينة دراغينيون الواقعة في جنوبفرنسا. وكان مصلون قد اكتشفوا فجر يوم الخميس الماضي أن صلبانا معقوفة قد رسمت على جدران المسجد وبوابته ومدخله. وقال أمس الجمعة مسؤول محلي عن الجمعيات الإسلامية في المدينة إن زجاج نوافذ المبنى الذي حول إلى مسجد قد كسر بعضه بالحجارة قبل بضعة أيام على هذا الاعتداء. وذكر المجلس الوطني الفرنسي للديانة الإسلامية بأن الاعتداء يأتي عقب سلسلة أخرى من الاعتداءات التي طالت المسلمين وعددا من المساجد والمقابر الإسلامية ومنها تلك التي استهدفت في التاسع والعشرين من شهر أبريل الماضي جناحا إسلاميا في مقبرة بلدة "كاروس" الواقعة هي الأخرى في الجنوب الفرنسي والاعتداء بالضرب على مسلمين قبل أيام كانا في طريقهما إلى المسجد في مدينة أميان الواقعة في شمال البلاد. وبقدر ما أدانت مختلف المنظمات الإسلامية هذه الاعتداءات بقدر ما دعت الجالية الإسلامية الفرنسية لضبط النفس والهدوء والدولة الفرنسية لاتخاذ كل الإجراءات لإيقاف المعتدين لمحاكمتهم. وهناك قناعة لدى كثير من المحللين السياسيين بأن هناك أطرافا تنتمي أساسا إلى اليمين المتطرف تسعى من جديد إلى توظيف الإسلام والمسلمين لخدمة أغراضها في إطار الحملة الممهدة للانتخابات التشريعية التي ستجري الشهر المقبل. وكان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قد وقع في فخ هذا التوظيف لاسيما بعد الاعتداءات التي حصلت في منطقة تولوز في شهر مارس الماضي. ويقول المحللون السياسيون إن تركيز الرئيس الفرنسي السابق بشكل مبالغ فيه ومسيئ لمشاعر الجالية الإسلامية في حملته الانتخابية على شعارات خاطئة لا علاقة لها بمبادئ الإسلام ولا بسلوك غالبية مسلمي فرنسا دفع كثيرا من المسلمين وغير المسلمين إلى منح فرانسوا هولاند أصواتهم في الدورتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وساهمت هذه الأصوات في انتصاره على ساركوزي.