نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات الفرنسية أتت في نتائجها كما كان يتوقع أغلب المراقبين، فقد انحصرت المنافسة بين مرشح اليسار فرانسوا هولاند، والرئيس الحالي نيكولاي ساركوزي، حيث حصد الأول 29% من أصوات الناخبين، والرئيس على 26%، ممّا يعني ذهابهما إلى المرحلة الثانية والحاسمة في 6 مايو المقبل، أي بعد أقل من شهر من الآن. فرص المرشح اليساري أكثر حظًّا في ظل خيبة معظم الفرنسيين من سياسة ساركوزي "الأراجوزية" كما يحلو لهم وصف أداء ساركوزي خلال فترته الرئاسية المنتهية، بينما قدّم هولاند نفسه كمواطن بسيط، وقريب من الناس، رغم عدم وجود رصيد سياسي أو حكومي له. برنامج هولاند الانتخابي كان أكثر واقعية، وإغراءً للفرنسيين في تركيزه أكثر على الشأن الداخلي، وضرورة ردم الهوّة بين الأغنياء والطبقات الأخرى من خلال نظام ضريبي أكثر عدالة للطبقات العاملة. بحسب كثير من المتابعين للشأن الفرنسي، فإن أصوات المسلمين والعرب داخل فرنسا سيكون لها تأثير كبير في حسم السباق نحو"الأليزيه".. وتبدو فرص هولاند في كسبها كبيرة، بعد معاناة المسلمين والعرب من سياسة ساركوزي. تقدّر إحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية عدد المسلمين ما بين 5 - 6 ملايين مسلم، وهذا يعني أنه سيكون لهم تأثير كبير في المدن الكبرى مثل باريس، ومرسيليا، وتولوز، وبوردو خاصة وأنهم وجدوا أنفسهم خارج اهتمام الحكومة الفرنسية نتيجة لسياسة ساركوزي القاسية، ومنها إنشاؤه وزارة "الهجرة والدمج والهوية الوطنية والتنمية المشتركة" التي وضعت قوانين أثّرت كثيرًا على معيشتهم وحياتهم العامة. يبرز في هذا السباق اسم عبدالرحمن دحمان المستشار السابق للرئيس ساركوزي لشؤون الجمعيات الإسلامية، الذي التقى هولاند، وأصبح من دعاة انتخابه.. واتضح ذلك فيما نقلته وسائل الإعلام من أن (700) مسجد في فرنسا كلها أفتت من خلال منابر الجمعة الماضية ب"حلال" هولاند، و"حرام" الساركوزية. 6 مايو المقبل سيكون موعدًا لانتخاب ثاني رئيس اشتراكي لفرنسا بعد ميتران وتكرار لهزيمة "الرئيس" بعد ديستان.. وبداية لتغيير مؤثر في السياسة الفرنسية بحسب توقعات معظم المتابعين للشأن الفرنسي. فاكس: 6718388 – جدة تويتر: @Dr_Abdulrahman